- و قال الحافظ ابن كثير في جزء السيرة من تاريخه: هذه الطرق كالمتعاضدة على إثبات أصل القصة.
و قال السيوطي في الخصائص: وقفت عليه من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه الإمام محمد بن داود الظاهري في كتاب الزهرة له فقال: حدثنا أحمد بن عبيد النحوي، ثنا علي بن محمد المدائني، ثنا محمد بن عبد اللّه ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن سعد ...
قال: و هو أمثل طرق الحديث، فإن ابن أخي الزهري فمن فوقه من رجال الصحيحين، و علي المدائني ثقة، و أحمد بن عبيد قال فيه ابن عدي:
صدوق له مناكير. اه.
إذا علمت هذا علمت أن قول الحافظ ابن حجر في الإصابة: (طرقها كلها ضعيفة) فيه نظر؛ لما تقدم عن البيهقي، و قد قال السيوطي: لو أن الحافظ وقف على هذه الطريق- يعني طريق الظاهري في الزهد- لحكم للحديث بالحسن خصوصا الطريق الذي في زيادات الزهد لابن حنبل فإنه مرسل قوي. اه.
و قال ابن عراق: فإذا ضم إلى هذه الطريق الموصولة التي ليس فيها واه و لا متهم حكم بحسنه بلا توقف. اه. تنزيه الشريعة [1/ 241].
و قال السيوطي في الخصائص [1/ 70]: و أخرج أبو نعيم من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس: أن قس بن ساعدة كان يخطب في قومه في سوق عكاظ فقال في خطبته: سيعمكم حق من هذا الوجه- و أشار بيده نحو مكة- قالوا له: و ما هذا الحق؟ قال: رجل أبلج، أحور من ولد لؤي بن غالب يدعوكم إلى كلمة الإخلاص و عيش الأبد و نعيم لا ينفد، فإن دعاكم فأجيبوه، و لو علمت أني أعيش إلى مبعثه لكنت أول من يسعى إليه.