الزنا، و يحرم الذبائح للأصنام، و حرست السماء، و رمينا بالشهب.
قال: فتفرقنا و قدمنا مكة، فسألنا فلم نجد أحدا يخبرنا بخروج محمد (صلى الله عليه و سلم)، حتى لقينا أبا بكر الصديق (رضوان اللّه عليه)، فقلنا: يا أبا بكر أخرج أحد بمكة يدعو إلى اللّه عز و جل يقال له: أحمد؟ قال: و ما ذاك؟
فأخبرته الخبر، قال: نعم، هذا رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، ثم دعانا إلى الإسلام، فقلنا: حتى ننظر ما يصنع قومنا، و يا ليت أنا أسلمنا يومئذ، فأسلمنا بعد.
- و معان و عرسنا من الليل، إذا بفارس يقول: أيها النوام هبّوا، فليس هذا بحين رقاد، قد خرج أحمد، و طردت الجن كل مطرد، قال: ففزعنا و نحن رفقة جرارة، كلهم قد سمع هذا، فرجعنا إلى أهلنا، فإذا هم يذكرون اختلافا بمكة بين قريش في نبي خرج بينهم من بني عبد المطلب اسمه أحمد.
قوله: «فأسلمنا بعد»:
قال الحافظ في الإصابة: أسلمت هذيل عند فتح مكة، و قد ذكر الواقدي من وجه آخر- يعني: قصة الباب-: أن رجلا من هذيل يقال له عمرو، قدم مكة بغنم فباعها، فرآه النبي (صلى الله عليه و سلم) فدعاه إلى الإسلام و أخبره بالحق، فقام إليه أبو جهل فقال: انظر إلى ما يقول لك، فإياك أن تركن إلى قوله، قال:
ففارقه الهذلي، قال: ثم إن الهذلي أسلم يوم الفتح، قال الحافظ: فيجوز أن يكون هو المذكور، و يحتمل أن يكون آخر.