responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي    الجزء : 0  صفحة : 93

(1) من شيوخه في سنة (399) و كان قد بلغ خمسة عشر عاما.

و على عادة المحدثين في الرحلة في طلب العلم، فقد مضى البيهقي الى بلاد شتى، رحل الى العراق، و الحجاز، و سمع في نوقان، و اسفرايين، و طوس، و المهرجان، و أسدآباد، و همدان، و الدامغان، و أصبهان، و الري، و الطبران، و نيسابور، و روذبار، و بغداد، و الكوفة و مكة، و طوّف الآفاق.

و كان في كل ذلك يصدر عن نفس خاشعة ورعة، ترقب اللّه، و تطلب العلم لوجه العلم، راض صابر على بأساء الحياة، لا يشكو قلة و لا عوزا، فإن همته العالية، و نفسه السامية لا ترى فوق العلم مطلبا أنفس منه، و هو سبب القوة الوثيق، و نسبها العريق، و به تسمو النفس، و هو الحقيقة التي جعلها النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) مثل العلماء الأعلى، و أقرّها في أنفسهم بجميع أخلاقه و أعماله، و ما العالم بفضائله الا امتداد من أثر النبوة تعيش حوله أمته كلها، لا إنسان ضيق مجتمع حول نفسه بمنافع الدنيا، و لن يكون الإسلام صحيحا تاما حتى يجعل حامله من نبيه مثله الكامل، يقهر نفسه، و لا يضطرب، و لا يخشى مخلوقا.

هذه الأخلاق السامية العليا التي اقتبسها البيهقي و تمكن منها بنزاهة قصده، و خلوص نيته، و مراقبته للّه، و تقلله من أعباء الدنيا، و إيثاره الصيام ثلاثين سنة ليسمو بروحه، صقلت مواهبه، و بكرت بنبوغه، و سددت خطاه.

و كان لشيوخه الذين زاد عددهم على مائة شيخ الفضل الكبير خلفا من‌


[ ()] بالتعصب للشيعة في جميع العصور، و كان بالناحية محاجر للرخام، و خرج من «باشتين» المحدث الشافعي «أبو بكر بن الحسين بن علي».

و قد فتحت بيهق سنة ثلاثين من الهجرة، و دخلها عبد اللّه بن عامر بن كريز حينما رجع من كرمان، و اصطلح معه أهلها، و دخل فيها كثير من الصحابة و استوطن بها، و مات فيها ابو رفاعة تميم بن أسيد العدوي، و زهير بن ذؤيب، و ابن بشر الأنصاري، و أقام فيها مدة: شهر بن حوشب، و عكرمة مولى عبد اللّه بن عباس، و قنبر مولى علي بن أبي طالب.

اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي    الجزء : 0  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست