responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط العلميه المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 58

ثم رجع مصعب بن عمير إلى مكة، و خرج فى الموسم جماعة كثيرة ممن أسلم من الأنصار، يريدون لقاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فى جملة قوم كفار منهم بعد على دين قومهم، و من دين قومهم الحج على ما كانت العرب عليه حالتئذ، فوفوا مكة، و كان فى جملتهم البراء بن معرور، فرأى أن يستقبل الكعبة فى الصلاة، و كانت القبلة إلى بيت المقدس، فصلى كذلك طول طريقه، فلما قدم مكة ندم، فاستفتى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فأنكر ذلك عليه، فراجع الحق (رحمه اللّه تعالى). فواعدهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) العقبة من أوسط أيام التشريق. فلما كانت تلك الليلة دعا كعب بن مالك و رجال من بنى سلمة عبد اللّه بن عمرو بن حرام، و كان سيدا فيهم، إلى الإسلام، و لم يكن أسلم بعد، فأسلم تلك الليلة و بايع، و كان ذلك سرا ممن حضر من كفار قومهم، فخرجوا فى ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة.

العقبة الثانية

فبايعوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عندها على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم و أبناءهم و أزررهم، و أن يرحل هو إليهم و أصحابه، و حضر العقبة تلك الليلة العباس بن عبد المطلب متوثقا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و العباس على دين قومه بعد لم يسلم؛ و كان للبراء بن معرور فى تلك الليلة المقام المحمود فى الإخلاص للّه تعالى و التوثق لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو أول من بايع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)؛ و لحقه أبو الهيثم بن تيهان، و العباس بن عبادة بن نضلة. و كان المبايعون لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) تلك الليلة ثلاثة و سبعين و امرأتين. و اختار رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اثنى عشر نقيبا، و هم:

أسعد بن زرارة، و قد ذكرناه قبل من الستة و من الاثنى عشر.

اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط العلميه المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست