responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط العلميه المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 164

غزوة الحديبية

فأقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالمدينة، بعد منصرفه من غزوة بنى المصطلق، رمضان، و شوالا، و خرج فى السنة السادسة فى ذى القعدة معتمرا، و استنفر الأعراب الذين حول المدينة، فأبطأ عنه أكثرهم، و خرج بمن معه من المهاجرين و الأنصار و من اتبعه من العرب، و ساق الهدي، و أحرم بالعمرة من ذى الحليفة، ليعلم الناس أنه لم يخرج لحرب، و خرج فى ألف رجل و نيف، المكثر يقول: ألف و خمسمائة لا تزيد أصلا؛ و المقلل: ألف و ثلاثمائة؛ و المتوسط يقول: ألف و أربعمائة. و قد قال بعضهم: كانوا سبعمائة، و هذا و هم شديد البتة، و الصحيح بلا شك بين الألف و الثلاثمائة إلى ألف و خمسمائة.

فلما بلغ قريشا ذلك خرج حمها [1] عازمين على صد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عن البيت، أو قتاله دون ذلك. و قدموا خالد بن الوليد فى خيل إلى كراع الغميم. فورد الخبر بذلك إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو بعسفان، فسلك طريقا خرج منه فى ظهورهم، كان دليلهم فيه رجل من أسلم، و ذلك ذات اليمين بين ظهرى الحمض، فى طريق أخرجه على ثنية المرار، مهبط الحديبية من أسفل مكة، فلما بلغ ذلك قريشا التي مع خالد، كرت إلى قريش، فلما كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالمكان الذي ذكرنا بالحديبية، بركت ناقته، فقال الناس: خلأت‌ [2]. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ما خلأت، و ما هو لها بخلق، و لكن حبسها حابس الفيل عن مكة، لا تدعونى قريش اليوم إلى خطة يسألونى فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها. ثم نزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هنالك، فقيل له: يا رسول اللّه، ليس بالوادى ماء. فأخرج سهما من كنانته،


[1] خرج حمها: أى خرج معظمهم و هناك شك هل المقصود جمها بالجيم و هو الأصوب.

[2] خلأت: حرنت و امتنعت من السير و هذه الصفة خاص بالناقة فقط.

اسم الکتاب : جوامع السيرة - ط العلميه المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست