responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 499

و كان أموال بنى قريظة أوّل ما وقع فيها السهمان و أخرج منه الخمس فعلى سنتهما و ما مضى من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فيها وقعت المقاسم و مضت السنة فى المغازى و اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو القرظى و كانت عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى توفى عنها و هى فى ملكه و قد كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كثيرا ما يريد أن يتزوّجها و يضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول اللّه بل تتركنى فى ملكك فهو أخف علىّ و عليك فتركها و قد كانت حين سباها كرهت الاسلام و أبت الا اليهودية فاجتنب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عنها و وجد فى نفسه من أمرها كدورة فبينا هو مع أصحابه اذ سمع وقع نعلين خلفه فقال ان هذا ثعلبة بن شعبة يبشرنى باسلام ريحانة فجاء فقال يا رسول اللّه قد أسلمت ريحانة ثم بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سعد بن زيد الانصارى أخا بنى عبد الاشهل بسبايا بنى قريظة الى نجد فاشترى له بها خيلا و سلاحا و فى رواية باع بعض بنى قريظة من عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف*

وفاة سعد بن معاذ رضى اللّه عنه‌

و لما انقضى شأن بنى قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ و ذلك دعاء سعد بعد أن حكم فى بنى قريظة ما حكم فقال اللهم انك قد علمت انه لم يكن قوم أحب الىّ أن أجاهدهم من قوم كذبوا رسولك اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش على رسولك شيئا فأبقنى لها و ان كنت قطعت الحرب بينه و بينهم فاقبضنى إليك فانفجر كلمه فرجعه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى خيمته التي ضربت عليه فى المسجد كذا فى المنتقى* و فى البخاري انه دعا فقال اللهم انك تعلم انه ليس أحد أحب الىّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك اللهم انى أظنّ انك قد وضعت الحرب فافجرها و اجعل موتى فيها فانفجرت من ليلته و كان ضرب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) له خيمة فى المسجد ليعوده من قريب و فى المسجد خيمة من بنى غفار فلم يرعهم الا الدم يسيل عليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فاذا سعد يعد و جرحه دم فمات منها شهيدا و قد بين سبب انفجار جرح سعد فى مرسل حميد بن هلال عند ابن سعد و لفظه انه مرّت به عنزة و هو مضطجع فأصاب ظلفها موضع الفجر فانفجرت حتى مات كذا فى المواهب اللدنية* و فى الاكتفاء ذكروا ان جبريل اتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حين قبض سعد من جوف الليل معتجرا بعمامة من استبرق فقال يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء و اهتز له العرش فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سريعا يجرّ ثوبه الى سعد بن معاذ فوجده قد مات و فى الصحيحين اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ و كان سعد رجلا بادنا فلما حمله الناس وجدوا له خفة فقال رجال من المنافقين و اللّه ان كان لبادنا و ما حملنا من جنازة أخف منه فبلغ ذلك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال ان له حملة غيركم و الذي نفس محمد بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد و اهتز له العرش و لسعد يقول رجل من الانصار

و ما اهتز عرش اللّه من موت هالك‌* * * سمعنا به الا لسعد أبى عمرو

و فى رواية لما مات سعد بن معاذ و كان رجلا جسيما جزلا جعل المنافقون و هم يمشون خلف سريره يقولون ما رأينا كاليوم رجلا أخف منه قال أ تدرون لم ذاك لحكمه فى بنى قريظة فذكروا ذلك للنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال و الذي نفسى بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره و حضر جنازته سبعون ألف ملك و عن عائشة رضى اللّه عنها قالت فحضره رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر و عمر رضى اللّه عنهم و الذي نفس محمد بيده لا عرف بكاء عمر من بكاء أبى بكر و انى لفى حجرتى و كانوا كما قال اللّه تعالى رحماء بينهم* و فى رواية سأل الراوى كيف كان يصنع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قالت كانت عينه لا تدمع لكنّه كان اذا وحد فانما يأخذ بلحيته و أخرج ابن سعد عن أبى سعيد الخدرى قال كنت فيمن حفر قبره فكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا و أخرج ابن سعد و أبو نعيم من طريق محمد بن المنكدر عن‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست