responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 463

حاجة لم يعط غيرهما منهم و بقى منها صدقته التي فى أيدى بنى فاطمة و قيل أعطى سعد بن معاذ سيف أبى الحقيق و كان مشهورا بالجودة* و فى روضة الاحباب قد ثبت أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لما قدم المدينة آخى بين المهاجرين و الانصار كما مرّ فى وقائع السنة الاولى من الهجرة فذهب كل واحد من الانصار برجل من المهاجرين الى منزله و كفاه مئونة ما يحتاج إليه و هكذا كان الانصار يعملون بالمهاجرين ثم تنافسوا فيهم حتى آل أمرهم الى القرعة فيقترعون فيما بينهم فأى أنصارى تخرج القرعة باسمه يذهب بالمهاجرى فبلغت مواساتهم و معاونتهم الى المرتبة القصوى حتى قال سعد بن الربيع الانصارى لاخيه عبد الرحمن بن عوف المهاجرى هلم أقسم مالى بينى و بينك نصفين أو شطرين ولى امرأتان انظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها أو قال أنزل عنها فاذا انقضت عدّتها فتزوّجها قال له عبد الرحمن بارك اللّه فى أهلك و مالك و هكذا كان ديدن الانصار فى مواساتهم الى أن جعل اللّه أموال بنى النضير فيئا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فجمع الانصار ثم حمد اللّه و أثنى على الانصار و ذكر اعانتهم و امدادهم و احسانهم و اسعادهم للمهاجرين ثم قال يا معشر الانصار ان اللّه تبارك و تعالى أعطانا أموال بنى النضير ان شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم و دياركم و تشاركونهم فى هذه القسمة و ان شئتم كانت لكم دياركم و أموالكم و لم يقسم لكم شي‌ء من هذه الاموال* قال السعدان سعد بن معاذ و سعد بن عبادة يا رسول اللّه بل نحب أن نقسم ديارنا و أموالنا على المهاجرين الذين تركوا ديارهم و أموالهم و عشائرهم و خرجوا حبا للّه و لرسوله و نؤثرهم بالقسمة و لا نشاركهم فيها* و فى الوفاء روى ابن أبى شيبة عن الكلبى قال لما ظهر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على أموال بنى النضير قال للانصار ان اخوانكم من المهاجرين ليست لهم أموال فان شئتم قسمت هذه الاموال بيتكم و بينهم جميعا و ان شئتم أمسكتم أموالكم فقسمت هذه فيهم قالوا بل اقسم هذه فيهم و اقسم لهم من أموالنا ما شئت انتهى فلما قال السعدان ذلك اقتدى بهما سائر الانصار فقالوا مثل ذلك ففرح النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و قال اللهم ارحم الانصار و أبناء الانصار و أبناء أبناء الانصار فأنزل اللّه فيهم و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة أى يقدّمون اخوانهم من المهاجرين و يختارونهم بأموالهم و منازلهم على أنفسهم و لو كان بهم فاقة و حاجة الى ما يؤثرون كذا فى معالم التنزيل فقسم أموال بنى النضير على المهاجرين حسبما اقتضته المصلحة فعين لابي بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف و صهيب و أبى سلمة بن عبد الاسد المخزومى ضياعا معروفة و من الانصار أعطى سهل بن حنيف و أبا دجانة شيئا لفقرهما و حاجتهما كذا قاله ابن اسحاق‌

* وفاة زينب بنت خزيمة

و فى ربيع الآخر من هذه السنة توفيت زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية و كانت تدعى فى الجاهلية أم المساكين ذكره أبو عمرو و كان (صلى اللّه عليه و سلم) تزوّجها فى سنة ثلاث و لبثت عنده شهرين أو ثمانية كما مرّ و دفنت بالبقيع ذكره الفضائلى*

غزوة ذات الرقاع‌

و فى هذه السنة كانت غزوة ذات الرقاع و أوردها مغلطاى فى سيرته بعد غزوة بدر الصغرى اختلف فيها متى كانت ففى خلاصة الوفاء بعد غزوة بنى النضير بشهرين و عشرين يوما و فى المواهب اللدنية عند ابن اسحاق بعد بنى النضير سنة أربع فى شهر ربيع الآخر و بعض جمادى الاولى و عند ابن سعد و ابن حبان فى المحرّم سنة خمس كذا فى المنتقى و جزم أبو معشر بأنها بعد بنى قريظة فى ذى القعدة سنة خمس فتكون ذات الرقاع فى آخر هذه السنة و أوّل التي تليها* قال فى فتح البارى قد جنح البخاري الى أنها كانت بعد خيبر و استدل لذلك بأمور و مع ذلك ذكرها قبل خيبر فلا أدرى هل تعمد ذلك تسليما لاهل المغازى انها كانت قبلها أو انّ ذلك من الرواة عنه أو اشارة الى احتمال أن تكون ذات الرقاع اسما لغزوتين مختلفتين احداهما قبل خيبر و الاخرى بعدها كما أشار إليه البيهقي على أن أصحاب المغازى مع جزمهم بأنها

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست