اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري الجزء : 1 صفحة : 334
العين من قصر غصن بين غصنين و هو انضر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفونه ان قال أنصتوا لقوله و ان أمر تبادروا لامره محفود محشود لا عابس و لا مفند* قال أبو معبد هذا و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلنّ ان وجدت الى ذلك سبيلا ثم هاجرت هى و زوجها فأسلما و كان أهلها يؤرّخون بيوم الرجل المبارك كذا فى شرح السنة لمحيى السنة* و فى خلاصة الوفاء فخرج أبو معبد فى أثرهم ليسلم فيقال أدركهم ببطن ريم فبايعه و انصرف* و فى الصفوة قال عبد الملك فبلغنا ان أمّ معبد هاجرت الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و أسلمت* قال رزين أقامت قريش أياما ما يدرون أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى أىّ جهة توجه و أىّ طريق سلك حتى سمعوا بعد ذهابهما من مكة بأيام فى صباح هاتفا أقبل من أسفل مكة بأبيات و يغنى بغناء العرب عاليا بين السماء و الارض و الناس يسمعون الصوت و يتبعونه و لا يدرون صاحبه حتى خرج من أعلا مكة و هو يقول
جزى اللّه رب الناس خير جزائه* * * رفيقين حلا خيمتى أمّ معبد
هما نزلا بالهدى ثم اهتدت به* * * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها* * * أبرّ و أوفى ذمّة من محمد
فيا لقصى ما زوى اللّه عنكم* * * به من فعال لا تجارى و سودد
ليهن بنى كعب مكان فتاتهم* * * و مقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا اختكم عن شاتها و انائها* * * فانكم ان تسألوا الشاة تشهد
فغادرها رهنا لديها لحالب* * * يردّدها فى مصدر ثم مورد
و قيل سمعوا هاتفا على أبى قبيس بصوت جهورى يقول هذه الابيات و لما سمع حسان بن ثابت قال فى جوابه هذه الابيات
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم* * * و قدس من يسرى إليه و يغتدى
ترحل عن قوم فزالت عقولهم* * * و حلّ على قوم بنور مجدّد
هداهم به بعد الضلالة ربهم* * * و أرشدهم من يتبع الحق يرشد
و هل يستوى ضلال قوم تسفهوا* * * عمى و هداة يهتدون بمهتد
لقد نزلت منه على أهل يثرب* * * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبىّ يرى ما لا يرى الناس حوله* * * و يتلو كتاب اللّه فى كل مشهد
و ان قال فى يوم مقالة غائب* * * فتصديقها فى اليوم أو فى ضحى غد
ليهن أبا بكر سعادة جدّه* * * بصحبته من يسعد اللّه يسعد
و فى رواية عن أمّ معبد أنها قالت طلعت علينا أربعة على راحلتين فنزلوا بى فجئت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بشاة اريد ذبحها فاذا هى ذات درّ فأذيتها منه فلمس ضرعها و قال لا تذبحيها فأرسلتها و جئت بأخرى فذبحتها و طبختها لهم فأكل هو و أصحابه و ملأت سفرتهم منها ما وسعت و بقى عندنا لحمها أو أكثر و بقيت الشاة التي لمس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ضرعها عندنا الى زمان عمر و هى السنة الثامنة عشر من الهجرة و كنا نحلبها صبوحا و غبوقا و ما فى الارض لبن*
قصة العوسجة
و روى الزمخشري فى ربيع الابرار عن هند بنت الجون نزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خيمة خالتها أمّ معبد فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض و مج فى عوسجة الى جانب الخيمة فأصبحنا و هى كأعظم دوحة و جاءت بثمر كأعظم
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري الجزء : 1 صفحة : 334