responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 29

إليه منفردا و سريت فى ليلة قراء فغشينى النوم فما أفقت الا و راحلتى تعسف بى مجهلا حزنا منكرا فراعنى ذلك و أوجست خوفا و تلغت فاذا نيران كالنجوم فنحوتها عسعا و خبطا حتى دنوت منها فاذا هى متقاربة قد حف بها مصطلون لا يشبهون البشر لهم لغط و لم أر بيوتا و لا نعما فقفّ شعرى و قامت راحلتى فتغاجت و رجزت فالقيت نفسى عنها و انعطفت تلك الاشخاص زرافات نحوى فصرخت بأندى صوتى أنا عائذ بزعيم هذه الزرافات فأتانى أربعة منهم فحيونى و جلسوا الىّ فاذا صور مشوّهة و مناظر فظيعة فقال لى أحدهم ممن الانسى فقلت رجل من غسان من بنى قيلة قال أين نويت قلت أ لست فى ذمّة جوار قال بلى فلا بأس عليك فأخبرتهم خبرى من فصه ثم قلت انا معشر الانس انما نعتمد الكهان لما يأخذونه عنكم من العلم فأخبرونى بطلبتى فأشار ثلاثة منهم الى الرابع و قالوا على الخبير سقطت فحصصته بالمسألة فقال أبو من أنت فقلت أبو عامر فقال نعم يا أبا عامر و نعامة عين فدونك علما ليس بالمين يا أبا عامر أقسم بنا عش القفر الغامر بالقطر الهامر لتعملن العناسر الضوامر الى أكرم آمر و أنضح ذا مر و لينزلن من السماء كلام آمر يحش العكص المغامر و يفحم عن السمر السامر يا أبا عامر ان اللّه قد أسفه هياع دغامر و مياع غوامر و كأن قد ندب هاصر أكاسر و قياصر و زافى غوايات أعاصر قال أبو عامر فقلت أملك هذا المندوب قال كلا بل نبى شراف كرام واف موطأ الاكناف من بنى هاشم بن عبد مناف فقال أبو عامر أراك تنسبه فهل تصفه لى قال أجل انه لأزهر وضاح ليس بالطويل الملواح و لا بالقصير الدحداح اذا نظرنا أولاح و اذا أوذى أعرض و أشاح فى عينيه نجلة و لامره و شكلة غير ممغره و بين كتفيه امره و هو أمى لا يزبر السطره يأتى بالحنيفية الميسرة فيسعد من قاف أثره سمع أذنى من المجتحة السفرة قال أبو عامر ثم نهض و استتبع الثلاثة فتبعوه فلزمت مكانى سائر ليلتى فلما أصبحت عدت لطيتى* و أبو عامر هذا لم ينفعه اللّه تعالى بما علم من صفة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و كان يرتقب بعثة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فلما بعث حسده فخذل الناس عنه و لم يؤمن به و هو الذي بنى مسجد الضرار و هو المشار إليه بقوله تعالى و ارصادا لمن حارب اللّه و رسوله و كان أوّل من أنشب الحرب يوم أحد و دعا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يميته اللّه طريدا وحيدا فاستجاب اللّه دعاءه فعاود عبادة الاصنام و أقام بمكة الى يوم الفتح ثم فرّ يوم الفتح و لحق بأرض الروم فتنصر و مات بها طريدا وحيدا فنعوذ باللّه من علم لا ينفع و قلب لا يخشع (و من أخبار الكهنة) ما روى أن مرثد بن عبد كلال كان ملكا عظيما رأى فى منامه رؤيا أخافته فى حال منامه فلما استيقظ أنسيها حتى ما تذكر منها شيئا و بقى ارتعاده فى قلبه و استقرّ خوفه فى نفسه فانقلب سروره حزنا فجمع الكهان و استخبرهم فما أخبره أحد برؤياه و لا بتأويلها الى أن خرج يوما الى الصيد فأوغل فى طلبه و انفرد عن أصحابه فرفعت له أبيات فى ذرى جبل و قد لفحه الهجير فعدل الى الابيات و قصد بيتا منها كان منفردا عنها فبرزت إليه منه عجوز فقالت له انزل بالرحب و السعة و الامن و الدعة و الجفنة المدعدعة و العلبة المترعة فنزل عن جواده و دخل البيت فلما احتجب عن الشمس و خفقت عليه الارواح نام فلم يستيقظ حتى تصرّم الهجير فجلس يمسح عينيه فاذا بين يديه فتاة لم ير مثلها فى الجمال فقالت له أيها الملك الهمام هل لك فى الطعام فاشتدّ اشفاقه و خاف على نفسه لما رأى أنها قد عرفته فتصامم عن كلمتها فقالت له لا حذر فداك البشر فجدّك الاكبر و حظنا بك الاوفر ثم قرّبت إليه ثريدا و قديدا و حيسا و قامت تذب عنه حتى انتهى أكله ثم سقته لنا صريغا و ضريبا فشرب ما شاء و جعل يتأمّلها مقبلة و مدبرة فملأت عينه جمالا و قلبه هوى فقال لها ما اسمك يا جارية قالت له اسمى عفيرا قال لها يا عفيراء من الذي دعوتيه الملك الهمام قالت مرثد عظيم الشأن حاشر الكواهن و الكهان لمعضلة بعل بها الجان قال الملك يا عفيرا أ تعرفين ما تلك المعضلة قالت أجل‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست