responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 261

عليه و سلم ابن عشرين سنة و هم يريدون الشام فى تجارة حتى نزلوا منزلا فيه سدرة فجلس النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى ظلها و مضى أبو بكر الى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شي‌ء فقال من الرجل الذي فى ظل السدرة قال أبو بكر ذلك محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب فقال بحيرا هو و اللّه نبىّ ما استظلّ تحتها بعد عيسى ابن مريم الا محمد فوقع فى قلب أبى بكر اليقين و التصديق قبل ما نبئ (صلى اللّه عليه و سلم)* و فى المنتقى هذا السفر هو الذي كان مع أبى طالب فان أبا بكر حينئذ كان معه*

ذكر حلف الفضول‌

و فى هذه السنة وقع حلف الفضول و ذلك ان قريشا كانت تتظالم فى الحرم فقام عبد اللّه بن جدعان و الزبير بن عبد المطلب فدعوا الناس الى التحالف على التناصر و الاخذ للمظلوم من الظالم فأجابوهما و تحالفوا فى دار ابن جدعان و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شهدت حلفا فى دار ابن جدعان ما أحب أنّ لى به حمر النعم و لو دعيت لاجبت فقال قوم من قريش هذا و اللّه فضل من الحلف فسمى حلف الفضول* و قال آخرون تحالفوا على مثال حلف تحالف عليه قوم من جرهم فى هذا الامر أن لا يروا ظلما ببطن مكة الا غيروه و أسماؤهم الفضيل بن شراعة و الفضل بن قضاعة و الفضل بن بضاعة* قال ابن الجوزى و انما سمى حلف الفضول لانه كان رجال يردّون المظالم يقال لهم فضيل و فضال و مفضل و فضل فلذلك سمى حلف الفضول* و عن حكيم بن حزام أنه قال كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حينئذ ابن عشرين سنة و قيل كان الفجار فى شوّال هذه السنة و هذا الحلف فى ذى القعدة و كان أشرف حلف قط*

شكواه (عليه السلام) الى عمه أبى طالب مما يأتيه‌

و من حوادث هذه السنة ما روى أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شكى الى عمه أبى طالب و هو يومئذ ابن عشرين سنة فقال يا عمّ انى منذ ليال يأتينى آت معه صاحبان له فينظرون الىّ و يقولون هو هو و لم يأن له فقد هالنى ذلك فقال يا ابن أخى ليس بشي‌ء حلمت ثم رجع إليه بعد ذلك فقال يا عمّ سطا بي الرجل الذي ذكرت لك فأدخل يده فى جوفى حتى انى لأجد بردها فخرج به عمه أبو طالب الى رجل من أهل الكتاب يتطبب بمكة فحدّثه حديثه و قال عالجه فصوّب به الرجل و صعد و كشف عن قدميه و نظر بين كتفيه و قال يا عبد مناف ابنك هذا طيب للخير فيه علامات ان ظفرت به اليهود قتلته و ليس المرئى من الشيطان و لكنه من النواميس الذي ينجسون القلوب للنبوّة فرجع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و رأى فى منامه أنّ رجلا وضع يده على منكبيه ثم أدخل يده و أخرج قلبه ثم قال طيب فى جسد طيب ثم ردّه فاستيقظ* و قال (صلى اللّه عليه و سلم) ثم رأيت و أنا نائم سقف البيت الذي أنا فيه نزعت منه خشبة و أدخل فيه سلم و نزل منه الىّ رجلان فجلس أحدهما جانبا و الآخر الى جنبى ثم استخرج قلبى فقال نعم القلب قلبه قلب رجل صالح و نبىّ مبلغ ثم ردّا قلبى مكانه و ضلعى فاستيقظت و السقف على حاله* و فى سنة اثنتين و عشرين من مولده (عليه السلام) ولد ابن مسعود و فى سنة ثلاث و عشرين ولد سعد بن أبى وقاص و فى سنة أربع و عشرين ولد الزبير فيما قاله العقبى كذا فى سيرة مغلطاى* و من حوادث السنة الثالثة و العشرين من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) هدم الكعبة و بناؤها فى قول بعض العلماء كما سيجي‌ء

* (الباب الثالث فى الحوادث من السنة الخامسة و العشرين الى السنة الاربعين من مولده (صلى اللّه عليه و سلم)

من خروجه الى الشام فى المرّة الثانية مع ميسرة عبد خديجة و قصة نسطور الراهب و تزوّج خديجة و وليمته و ذكر سائر أزواجه اجمالا و ذكر سراريه و أولاده* و تزويج بناته و أختانه و هدم قريش الكعبة و بنائها و ولادة فاطمة و موت زيد بن عمرو بن نفيل و رؤيته الضوء و النور و قتل كسرى برويز النعمان بن المنذر)*

* خروجه (عليه السلام) مع ميسرة الى الشام‌

و فى السنة الخامسة و العشرين من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) خروجه الى الشام فى المرّة الثانية

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست