responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 251

أمورهم فقال افعل فجمع له سليمان الناس فقام فيهم خطيبا فذكر من مضى من أنبياء اللّه و اثنى على كل نبىّ بما فيه و ذكر ما فضله اللّه به حتى انتهى الى سليمان فقال ما كان أحلك و أورعك فى صغرك و أفضلك فى صغرك و أحكم أمرك فى صغرك و أبعدك عن كل ما يكره فى صغرك ثم انصرف فوجد سليمان فى نفسه من ذلك شيئا ملأه غضبا و غيظا فلما دخل سليمان داره أرسل إليه فقال يا آصف ذكرت من مضى من انبياء اللّه بما اثنيت عليهم خيرا فى كل زمان و على كل حال من أمرهم فلما ذكرتنى جعلت تثنى علىّ خيرا فى صغرى و سكت عما سوى ذلك من أمرى فى كبرى فما الذي حدث فى آخر أمرى فقال ان غير اللّه ليعبد فى دارك منذ أربعين صباحا فى هوى امرأة فقال فى دارى قال فى دارك فقال انا للّه و انا إليه راجعون لقد عرفت انك ما قلت الذي قلت الا عن شي‌ء بلغك فرجع سليمان الى داره و كسر ذلك الصنم و عاقب تلك المرأة و ولائدها ثم أمر بثياب الطهارة فأتى بثياب لا يغزلها الا الابكار و لا ينسجها الا الابكار و لا يغسلها الا الابكار و لم تمسها امرأة قد رأت الدم فلبسها ثم خرج الى فلاة من الارض وحده فأمر برماد ففرش له ثم أقبل تائبا الى اللّه عز و جل حتى جلس على ذلك الرماد و تمعك فيه بثيابه تذللا للّه عز و جل و تضرعا إليه يبكى و يدعو اللّه و يستغفر مما كان فى داره فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى ثم رجع الى داره و كانت له أمّ ولد يقال لها الامينة كان اذا دخل مذهبه أو أراد اصابة امرأة من نسائه وضع خاتمه عندها حتى يتطهر و كان لا يمس خاتمه الا و هو طاهر و كان ملكه فى خاتمه فوضعه يوما عندها ثم دخل مذهبه فأتاها الشيطان صاحب البحر و اسمه صخر على صورة سليمان لا تنكر منه شيئا فقال خاتمى يا أمينة فناولته اياه فجعله فى يده ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان و عكفت عليه الطير و الجنّ و الانس و خرج سليمان فأتى الامينة و قد غيرت حالته و هيئته عند كل من رآه فقال يا أمينة خاتمى قالت له من أنت قال أنا سليمان بن داود قالت كذبت قد جاء سليمان و أخذ خاتمه و هو جالس على سرير ملكه فعرف سليمان ان خطيئته قد أدركته فخرج و هو خائف و جعل يقف على الدار من دور بنى اسرائيل و يقول أنا سليمان بن داود فيحثون عليه التراب و يسبونه و يقولون انظروا الى هذا المجنون أى شي‌ء يقول يزعم انه سليمان فلما رأى سليمان ذلك عمد الى البحر فكان ينقل الحيتان لاصحاب البحر الى السوق فيعطونه كل يوم سمكتين فاذا أمسى باع احدى سمكتيه بأرغفة و شوى الاخرى فأكلها فمكث كذلك أربعين صباحا عدّة ما كان الوثن يعبد فى داره و انكر آصف و عظماء بنى اسرائيل حكم عدوّ اللّه الشيطان فى تلك الاربعين يوما فقال آصف يا معشر بنى اسرائيل هل رأيتم من اختلاف حكم نبىّ اللّه سليمان بن داود ما رأيت قالوا نعم قال أمهلونى حتى أدخل على نسائه فأسألهنّ هل انكرن شيئا منه من خاصة أمره ما أنكرنا فى عامة أمر الناس و علانيته فدخل على نسائه فقال ويحكنّ هل أنكرتن من أمر ابن داود إليه راجعون ان هذا لهو البلاء المبين ثم خرج على بنى اسرائيل فقال ما فى الخاصة أكثر مما فى العامة فلما مضى أربعون صباحا طار ذلك الشيطان من مجلسه ثم مرّ بالبحر فقذف الخاتم فيه فبلعته سمكة فأخذها بعض الصيادين و قد عمل له سليمان صدر يومه ذلك حتى اذا كان العشى أعطاه سمكتيه فأعطى السمكة التي بلعت الخاتم و خرج سليمان بسمكتيه فباع التي ليس فى بطنها الخاتم بالارغفة ثمّ عمد الى السمكة الاخرى فبقرها ليشويها فاستقبله خاتمه فى جوفها فأخذه و جعله فى يده و وقع ساجد اللّه تعالى فعكفت عليه الطير و الجنّ و أقبل عليه الناس و عرف الذي قد كان دخل عليه مما كان أحدث فى داره و رجع إليه ملكه و أظهر التوبة من ذنبه و أمر الشياطين فقال ائتونى بصخر فأتوه به فأخذه بعد أن جاءوا به إليه فجاب له صخرة فأدخله فيها ثم سدّ عليه بأخرى ثم أوثقه فيها بالحديد و سبك عليه بالرصاص‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست