responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 108

أ فلا تراهم يأتون يلبون فمن حج من يومئذ الى يوم القيامة فهو ممن استجاب للّه عز و جل و ذلك قوله تعالى فيه آيات بينات مقام ابراهيم يعنى نداء ابراهيم على المقام بالحج فهى الآية* قال الواقدى و قد روى أن الآية هى أثر ابراهيم على المقام* و فى أنوار التنزيل و غيره روى أن ابراهيم صعد أبا قبيس فقال يا أيها الناس حجوا بيت ربكم* و فى العرائس فعلا ثبير و نادى يا عباد اللّه الى آخره فأسمعه اللّه تعالى من فى أصلاب الرجال و أرحام النساء فيما بين المشرق و المغرب ممن سبق فى علمه أن يحج و كان بناء الكعبة بعد أن مضى مائة سنة من عمر ابراهيم (عليه السلام) و يكون بالتقريب بين بناء الكعبة و بين الهجرة النبوية ألفان و سبعمائة و ثلاث و تسعون سنة قال أبو الجهم فلما فرغ ابراهيم من الاذان ذهب به جبريل فأراه الصفا و المروة و أقامه على حدود الحرم و أمره أن ينصب عليها الحجارة ففعل ابراهيم ذلك و كان أوّل من أقام أنصاب الحرم و يريه اياها جبريل فلما كان اليوم السابع من ذى الحجة خطب ابراهيم (عليه السلام) بمكة حين زاغت الشمس قائما و اسماعيل جالس ثم خرجا من الغد يمشيان على أقدامهما يلبيان محرمين مع كل واحد منهما أداوة يحملها و عصا يتوكأ عليها فسمى ذلك اليوم يوم التروية فأتيا منى فصليا بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح و كانا نزلا فى الجانب الايمن ثم أقاما حتى طلعت الشمس على ثبير ثم خرج يمشى هو و اسماعيل حتى أتيا عرفة و جبريل معهما يريهما الاعلام حتى نزلا بنمرة و جعل يريه أعلام عرفات و كان ابراهيم قد عرفها قبل ذلك فقال ابراهيم قد عرفت فسميت عرفات فلما زاغت الشمس خرج بهما جبريل حتى انتهى بهما الى موضع المسجد اليوم فقام ابراهيم فتكلم بكلمات و اسماعيل جالس ثم جمع بين الظهر و العصر ثم ارتفع بهما الى الهضبات فقاما على أرجلهما يدعو ان الى أن غابت الشمس و ذهب الشعاع ثم دفعا من عرفة على أقدامهما حتى انتهيا الى جمع فنزلا فصلى ابراهيم المغرب و العشاء فى ذلك الموضع الذي يصلى فيه اليوم ثم باتا حتى اذا طلع الفجر وقفا على قزح فلما أسفرا قبل طلوع الشمس دفعا على أرجلهما حتى انتهيا الى محسر فأسرعا حتى قطعاه ثم عادا الى مشيهما الاوّل ثم رميا جمرة العقبة بسبع حصيات حملاها من جمع ثم نزلا من منى فى الجانب الايمن ثم ذبحا فى المنحر اليوم و حلقا رءوسهما ثم أقاما أيام منى يرميان الجمار حين تزيغ الشمس ماشيين ذاهبين راجعين و صدرا يوم الصدر فصليا الظهر بالابطح و كل هذا يريه جبريل (عليه السلام)* قال أبو الجهم فلما فرغ ابراهيم من الحجّ انطلق الى منزله بالشام و كان يحج البيت كل عام و حجته سارة و حجه اسحاق و يعقوب و الاسباط و الأنبياء و هلم جرّا و حجه موسى بن عمران (عليه السلام) روى الواقدى باسناد له الى ابن عباس قال مرّ موسى (عليه السلام) بصفاح الروحاء يلبى تجاوبه الجبال عليه عباءتان قطوانيتان من عباء الشام و عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه قال حج هارون نبىّ اللّه البيت فمرّ بالمدينة يريد الشام فمرض بالمدينة فأوصى أن يدفن بأصل أحد و لا يعلم به اليهود مخافة أن ينبشوه فدفنوه فقبره هناك* و عن ابن عباس أن الحواريين كانوا اذا بلغوا الحرم نزلوا يمشون حتى يأتوا البيت* و عن ابن الزبير أن الحواريين خلعوا نعالهم حين دخلوا الحرم اعظاما أن ينتعلوا فيه ثم توفى ابراهيم خليل اللّه (عليه السلام) بعد أن وجه إليه ملك الموت فاستنظره ابراهيم ثم عاد إليه لما أراد اللّه قبضه فأخبره بما أمر به فسلم ابراهيم لامر اللّه عز و جل فقال ملك الموت يا خليل اللّه على أى حال تحب أن أقبضك فقال تقبضنى و أنا ساجد فقبضه و هو ساجد فصعد بروحه الى اللّه عز و جل و دفن ابراهيم (عليه السلام) بالشام و عاش اسماعيل بعد أبيه ما شاء اللّه و كانت ولاية البيت له ما دام فى حياته و توفى بمكة و دفن داخل الحجر مما يلى باب الكعبة و هناك قبر أمه هاجر و دفن معها و كانت توفيت قبله* و فى البحر العميق سأل الفقيه اسماعيل الحضرمى الشيخ محب الدين الطبرى عن البلاطة الخضراء التي فى الحجر فأجاب الشيخ بأن البلاطة الخضراء قبر اسماعيل (عليه السلام) قال و يشبر من رأس‌

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست