اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 417
ثم خرج حتى قدم المدينة، فنزل على رجل كانت بينه و بينه معرفة من جهينة، فغدا به إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فقال: هذا رسول اللّه فقم إليه و استأمنه، فقام حتى جلس رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فوضع يده فى يده- و كان رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- لا يعرفه- فقال: يا رسول اللّه، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-: (نعم) قال: أنا يا رسول اللّه كعب بن زهير.
قال ابن إسحاق: فحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة: أنه وثب عليه رجل من الأنصار و قال: يا رسول اللّه دعنى و عدو اللّه أضرب عنقه. فقال صلى اللّه عليه و سلم-: «دعه عنك فقد جاء تائبا نازعا» [1]. قال: فغضب كعب على هذا الحى من الأنصار لما صنع صاحبهم، و ذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير. ثم قال قصيدته اللامية التي أولها:
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول * * * متيم إثرها لم يفد مكبول
و منها:
أنبئت أن رسول اللّه أوعدنى * * * و العفو عند رسول اللّه مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال * * * قرآن و لو كثرت فى الأقاويل
إن الرسول لنور يستضاء به * * * مهند من سيوف اللّه مسلول
فى عصبة من قريش قال قائلهم * * * ببطن مكة لما أسلموا زولوا