اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 406
الصلاة و السلام- اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الصريم، فسار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف، فسمى الموضع بها.
و كانت أولا بنواحى صنعاء. و اسم الأرض: وج، بتشديد الجيم المضمومة.
و سار إليها النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فى شوال سنة ثمان، حين خرج من حنين و حبس الغنائم بالجعرانة.
و قدم خالد بن الوليد على مقدمته، و كانت ثقيف لما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم بالطائف، و أغلقوه عليهم بعد أن دخلوا فيه ما يصلحهم لسنة. و تهيئوا للقتال.
و سار- صلى اللّه عليه و سلم- فمر بطريقة بقبر أبى رغال، و هو أبو ثقيف- فيما يقال- فاستخرج منه غصنا من ذهب [1].
و نزل قريبا من الحصن و عسكر هناك. فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا، كأنه رجل جراد [2]، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة و قتل منهم اثنا عشر رجلا منهم: عبد اللّه بن أبى أمية. و رمى عبد اللّه بن أبى بكر الصديق يومئذ بجرح فاندمل ثم نقض بعد ذلك فمات منه فى خلافة أبيه.
و ارتفع- صلى اللّه عليه و سلم- إلى موضع مسجد الطائف اليوم، و كان معه من نسائه أم سلمة و زينب، فضرب لهما قبتين. و كان يصلى بين القبتين حصار الطائف كله.
فحاصرهم ثمانية عشر يوما، و يقال خمسة عشر يوما. و نصب عليهم المنجنيق و هو أول منجنيق رمى به فى الإسلام، و كان قدم به الطفيل الدوسى معه لما رجع من سرية ذى الكفين، فرمتهم ثقيف بالنبل فقتل منهم رجال، فأمر- صلى اللّه عليه و سلم- بقطع أعنابهم و تحريقها. فقطع المسلمون قطعا ذريعا، ثم سألوه أن يدعها للّه و للرحم، فقال- صلى اللّه عليه و سلم-: «إنى للّه و للرحم» [3].
[1] ضعيف: أخرجه أبو داود (3088) فى الخراج و الإمارة و الفيء، باب: نبش القبور العادية يكون فيها المال، من حديث عبد اللّه بن عمرو- رضى اللّه عنهما-، و الحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود».