اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 312
أيضا فأضربه أخرى، فلم تغن شيئا، فصاح و قام أهله، قال: ثم جئت و غيرت صوتى، كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضع السيف فى بطنه، ثم أنكفئ عليه، فسمعت صوت العظم.
فجعلت أفتح الأبواب حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلى و أنا أرى أنى قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت فى ليلة مقمرة فانكسرت ساقى، فعصبتها بعمامة، فلما صاح الديك قام الناعى على السور، فانطلقت إلى أصحابى فقلت: النجاء، فقد قتل اللّه أبا رافع.
فانتهيت إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فحدثته فقال: «ابسط رجلك»، فمسحها النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، فكأنما لم أشتكها قط [1]. هذا لفظ رواية البخاري.
و فى رواية محمد بن سعد: أن الذي قتله عبد اللّه بن أنيس.
و الصواب: أن الذي دخل عليه و قتله عبد اللّه بن عتيك وحده، كما فى البخاري.
و كان سببها أنه لما قتل أبو رافع سلام بن أبى الحقيق، أمرت يهود عليها أسيرا، فسار فى غطفان و غيرهم يجمعهم لحربه- صلى اللّه عليه و سلم-.
و بلغه ذلك فوجه عبد اللّه بن رواحة فى ثلاثة نفر، فى شهر رمضان سرّا، فسأل عن خبره و غرته، فأخبر بذلك، فقدم على رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فأخبره.
فندب7 الناس، فانتدب له ثلاثون رجلا، فبعث عليهم عبد اللّه ابن رواحة، فقدموا عليه و قالوا: إن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- بعثنا إليك لتخرج إليه، يستعملك على خيبر و يحسن إليك، فطمع فى ذلك فخرج و خرج معه
[1] صحيح: و الخبر أخرجه البخاري (4039 و 4040) فى المغازى، باب: قتل أبى رافع، من حديث البراء بن عازب- رضى اللّه عنه-.
[2] انظرها فى «الطبقات الكبرى» لابن سعد (2/ 90)، و «شرح المواهب» للزرقانى (2/ 170).
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 312