اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 305
و سببها: أنه كان لرسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- عشرون لقحة- و هى ذوات اللبن القريبة العهد بالولادة- ترعى بالغابة، و كان أبو ذر فيها، فأغار عليهم عيينة ابن حصن الفزارى ليلة الأربعاء، فى أربعين فارسا فاستاقوها، و قتلوا ابن أبى ذر.
و قال ابن إسحاق: و كان فيها رجل من بنى غفار و امرأة، فقتلوا الرجل و سبوا المرأة، فركبت ناقة للنبى- صلى اللّه عليه و سلم- ليلا حين غفلتهم و نذرت لئن نجت لتنحرنها، فلما قدمت على النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- أخبرته بذلك فقال: «لا نذر فى معصية، و لا لأحد فيما لا يملك» [1].
و نودى: يا خيل اللّه اركبى، و كان أول ما نودى بها.
و ركب رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فى خمسمائة و قيل: سبعمائة، و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم، و خلف سعد بن عبادة فى ثلاثمائة يحرسون المدينة.
و كان قد عقد للمقداد بن عمرو لواء فى رمحه و قال له امض حتى تلحقك الخيول، و أنا على أثرك. فأدرك أخريات العدو. و قتل أبو قتادة مسعدة فأعطاه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فرسه و سلاحه. و قتل عكاشة بن محصن أبان بن عمرو. و قتل من المسلمين محرز بن نضلة قتله مسعدة.
و أدرك سلمة بن الأكوع القوم، و هو على رجليه، فجعل يرميهم بالنبل و يقول:
خذها و أنا ابن الأكوع * * * و اليوم يوم الرضع
يعنى هلاك اللئام، من قولهم: لئيم راضع، أى راضع اللؤم فى بطن أمه، و قيل معناه: اليوم يعرف من أرضعته الحرب من صغره و تدرب بها، و يعرف غيره.
[1] صحيح: أخرجه مسلم (1641) فى النذر، باب: لا وفاء لنذر فى معصية اللّه، و لا فيما لا يملك العبد، من حديث عمران بن حصين- رضى اللّه عنه-.
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 305