responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 268

معونة، مستدلا بقوله تعالى: وَ أَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ‌ [1].

قال الحافظ أبو الفضل بن حجر: و هو استدلال واه، فإن الآية نزلت فى شأن بنى قريظة، فإنهم هم الذين ظاهروا الأحزاب، و أما بنو النضير فلم يكن لهم فى الأحزاب ذكر، بل كان من أعظم الأسباب فى جمع الأحزاب ما وقع من إجلائهم، فإنه كان من رءوسهم حيى بن أخطب، و هو الذي حسن لبنى قريظة الغدر، و موافقة الأحزاب حتى كان من هلاكهم ما كان فكيف يصير السابق لاحقا. انتهى.

و قد تقدم قريبا أن عامر بن الطفيل أعتق عمرو بن أمية لما قتل أهل بئر معونة عن رقبة عن أمه، فخرج عمرو إلى المدينة فصادف رجلين من بنى عامر معهما عقد و عهد من رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- لم يشعر به عمرو، فقال لهما عمرو من أنتما؟ فذكرا له أنهما من بنى عامر، فتركهما حتى ناما فقتلهما عمرو، و ظن أنه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فأخبر رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- بذلك فقال: «لقد قتلت قتيلين لأدينهما» [2].

قال ابن إسحاق و غيره: ثم خرج- صلى اللّه عليه و سلم- إلى بنى النضير ليستعين بهم فى دية ذينك القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية، للجوار الذي كان- صلى اللّه عليه و سلم- عقده لهما، و كان بين بنى النضير و بين بنى عامر عقد و حلف.

فلما أتاهم- صلى اللّه عليه و سلم- يستعينهم فى ديتهما قالوا: يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوه على مثل هذا الحال. و كان- صلى اللّه عليه و سلم- إلى جنب جدار من بيوتهم.

و قالوا: من رجل يعلو على هذا البيت فيلقى هذه الصخرة عليه فيقتله و يريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقى عليه الصخرة و رسول اللّه فى نفر من أصحابه فيهم أبو بكر و عمر و على- رضى اللّه عنهم-.


[1] سورة الأحزاب: 26.

[2] ذكره الهيثمى فى «المجمع» (6/ 129) و قال: رواه الطبرانى و رجاله ثقات.

اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست