اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 190
نعيم، و عند كل منهم ما ليس عند الآخر، و فيما ذكروه اعتراض و مناقشة، قاله فى فتح البارى.
و كان- صلى اللّه عليه و سلم- يخطب يوم الجمعة إلى جذع فى المسجد قائما، فقال: إن القيام قد شق علىّ، فصنع له المنبر.
و كان عمله و حنين الجذع فى السنة الثامنة- بالميم- من الهجرة، و به جزم ابن النجار و عورض: بما فى حديث الإفك فى الصحيحين، قالت عائشة: فثار الحيان- الأوس و الخزرج- حتى كادوا أن يقتتلوا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا [1].
و جزم ابن سعد بأن عمل المنبر كان فى السنة السابعة. و عورض: بذكر العباس و تميم فيه، و كان قدوم العباس بعد الفتح فى آخر سنة ثمان، و قدوم سنة تسع.
و عن بعض أهل السير: أنه7 كان يخطب على منبر من طين قبل أن يتخذ المنبر الذي من خشب. و عورض: بأن الأحاديث الصحيحة أنه كان يستند إلى الجذع إذا خطب.
و ستأتى قصة حنين الجذع- إن شاء اللّه تعالى- فى مقصد المعجزات.
و لما كان بعد قدومه بخمسة أشهر، آخى7 بين المهاجرين و الأنصار [2] و كانوا تسعين رجلا، من كل طائفة خمسة و أربعون، على الحق و المواساة و التوارث.
و كانوا كذلك إلى أن نزل بعد بدر وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ[3] الآية.
و بنى بعائشة على رأس تسعة أشهر. و قيل ثمانية، و قيل ثمانية عشر شهرا فى شوال.
[1] صحيح: و الحديث أخرجه البخاري (4141) فى المغازى، باب: حديث الإفك، و مسلم (2770) فى التوبة، باب: فى حديث الإفك.