اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 146
و كان سبب إسلامه- فيما ذكره أسامة بن زيد عن أبيه عن جده عن عمر- أنه قال:
بلغنى إسلام أختى فدخلت عليها، فقلت يا عدوة نفسها، قد بلغنى عنك أنك صبوت [1]، ثم ضربتها، فسال الدم فلما رأت الدم بكت و قالت:
يا ابن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد أسلمت.
قال: فدخلت و أنا مغضب فإذا كتاب فى ناحية البيت، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت و رميت بالصحيفة من يدى، قال: ثم رجعت إليها فإذا فيها سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ حتى بلغت آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ[2] فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه.
فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشارا بما سمعوا منى، فجئت إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فى بيت فى أسفل الصفا، فدخلت و أخذ رجلان بعضدى حتى دنوت من النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فقال: «أرسلوه» فأرسلونى فجلست بين يديه، فأخذ بمجمع ثيابى فجذبنى إليه ثم قال: «أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهد قلبه» فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة [3].
و كان الرجل إذا أسلم استخفى ثم خرجت إلى رجل لم يكن يكتم السر، فقلت له إنى صبوت، قال فرفع صوته بأعلاه: ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فما زال الناس يضربونى و أضربهم، فقال خالى: ما هذا؟ قالوا: ابن الخطاب، فقام على الحجر و أشار بكمه فقال: ألا إنى قد أجرت ابن اختى، فانكشف الناس عنى، قال: فما زلت أضرب و أضرب حتى أعز اللّه الإسلام.