responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المبين في سيره سيد المرسلين المؤلف : الطيب النجار، محمد    الجزء : 1  صفحة : 425
فيقول: "يا عائشةُ، مالي وللدنيا؟ إخواني من أولي العزم من الرسل صبروا على ما هو أشد من هذا فمضوا على حالهم فقدموا على ربهم فأكرمهم مآبهم وأجزل ثوابهم. فأجدني أستحي إن ترفهت في معيشتي أن يقصر بي غدًا دونهم، وما من شيء أحب إلي من اللحوق بإخوتي وأخلائي" 1.
وكانت عبادته لربه على قدر علمه بما أعد الله من ثواب للمؤمنين المخلصين من عباده، وما أعدَّ من عقاب للمذنبين الضالين، ولذا كان يقول: "والله لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" 2.
وهكذا كان خلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- تنفيذًا علميًا لما وصاه الله به في كتابه العزيز، وهي الوصايا التي ذكرنا طرفًا منها والتي تنتظمها تلك الكلمة الجامعة المأثورة عنه حيث قال: "أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، القصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكرًا، ونطقي ذكرًا، ونظري عبرًا" 3.

1 انظر جامع الأصول 4/ 121 رقم 2792 وما بعده من الأحاديث الكثيرة في ذكر ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الزهد، والتقلل من الدنيا.
وانظر كذلك شمائل الرسول 1/ 211 للترمذي، وغيره من الكتب وفصولها في ذلك نجد العجب العجاب.
2 بهذا التمام أخرجه الترمذي 2313، وابن ماجه 4190 وأحمد في المسند 5/ 173، وقال الترمذي: حديث حسن. وكان أخرجه عن أبي ذر.
وأول الحديث عند البخاري 4345 وغيره من حديث أبي هريرة.
3 هكذا هو في العقد الفريد 2/ 417.
وقد جاءت كل خصلة من هذه الخصال في غير حديث، فمعناه صحيح.
اسم الکتاب : القول المبين في سيره سيد المرسلين المؤلف : الطيب النجار، محمد    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست