ذكر خلقه (صلى اللّه عليه و سلم) في الطّعام و الشّراب
و لم يعب قطّ طعاما يحضره* * * يأكله إن يشتهي، أو يذره
و لم يكن جلوسه متّكئا* * * في حالة الأكل و لكن مقعيا [1]
تعجبه الذّراع، و الدّباء* * * و العسل المحبوب، و الحلواء [2]
و يأكل البطّيخ و القثّاء* * * برطب، يبغي به الدّواء
يقول: يطفي برد ذين حرّ ذا* * * و كلّ إرشاد فعنه أخذا
يأكل بالأصابع الثّلاثة* * * يلعقها، لقصد ذي البركة
يبدأ باسم اللّه ثمّ يختم* * * بالحمد في شرب و أكل يطعم
يشرب في ثلاثة أنفاسا* * * يمصّ فهو أهنا اختلاسا
لم يتنفّس في الإنا إذ يشرب* * * يبينه عن فيه فهو أطيب
يشرب قاعدا، و من قيام* * * لعارض، كزمزم الحرام
و شربه من قربة معلّقه* * * دلّ به للرّخصة المحقّقة
يناول الأيمن قبل الأيسر* * * إلّا بإذنه لحقّ الأكبر
و البارد الحلو يحبّ شربه* * * و اللّبن استزاد إذ أحبّه
يقول: زدنا منه فهو يجزي* * * عن الشّراب و الطّعام المجزي
[1] مقعيا يقال: أقعى في جلوسه: إذا جلس على أليتيه و نصب ساقيه و فخذيه.
[2] الدباء: القرع. الحلواء: كل ما عولج من الطعام بسكّر أو عسل.