اسم الکتاب : ألفية السيرة النبوية ـ نظم الدرر السنية الزكية المؤلف : العراقي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 50
ذكر تأييده (صلى اللّه عليه و سلم) بمعجزة القرآن
و جعل اللّه له القرآنا* * * آية حقّ أعجزت برهانا
أقام فيهم فوق عشر يطلب* * * إتيانهم بمثله فغلبوا [1]
ثمّ بعشر سور، بسورة [2]* * * فلم يطيقوها و لو قصيرة
و هم لعمري الفصحاء اللّسن* * * فانقلبوا و هم حيارى لكن [3]
و أسمعوا [4]التّوبيخ و التّقريعا* * * لدى الملا مفترقا مجموعا
فلم يفه منهم فصيح بشفه* * * معارضا، بل الإله صرفه [5]
[1] في هامش (أ): (بلغ عبد الوهاب ولد ابن أبي زرعة قراءة عليّ، و شمس الدين محمد بن سليمان الشبراوي سماعا. كتبه مؤلفه).
[2] كذا في (أ) و (ج)، و هي على حذف العاطف؛ أي: فطلب إتيانهم بسورة، و في (د):
(فسورة).
[3] اللّسن- بضم اللام الثانية و سكون السين، جمع ألسن-: و هم الفصحاء. اللّكن- جمع ألكن-:
و هو الذي عيّ و صعب عليه الإفصاح بالعربية لعجمة لسانه.
[4] أسمعوا- بالبناء للمفعول-: أسمعهم اللّه فيما أنزل من محكم كتابه.
[5] بشفة: أي: لم يفه بكلمة واحدة، و قوله: (بل الإله صرفه) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 76): (و هذا الختام من الناظم يؤذن بميله إلى القول بالصرفة، و هو رأي مرجوح أطال المحققون في تقرير رده).
و الصرفة: هو القول بأن المشركين كان في وسعهم الإتيان بمثل القرآن، و لكن اللّه صرفهم، و هو قول النظّام من المعتزلة، و قول البعض من أهل السنة، خلافا لقول الجمهور.
و يمكن أن يقال: إن معنى الصرفة في قول المصنف هو المعنى اللغوي لا الاصطلاحي، أي: أن صرف اللّه سبحانه و تعالى لهم ظهور عجزهم عن معارضته في إيجازه و بلاغته و تراكيب ألفاظه و معانيه مع كونه من جنس كلامهم؛ لكونه فاق في جميع فنون الكلام قدرتهم على الإتيان بمثله أو معارضته، فصار معجزة حيث عجزوا عن معارضته كلام اللّه بكلامهم، فأصبح
اسم الکتاب : ألفية السيرة النبوية ـ نظم الدرر السنية الزكية المؤلف : العراقي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 50