«كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إذا رفعت المائدة من بين يديه يقول: الحمد للّه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مودع [2] و لا مستغنى عنه [3] ربنا» [4].
184- حدثنا أبو بكر/ محمد بن أبان [5]/ حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي. عن بديل بن ميسرة العقيلي. عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير عن أم كلثوم عن عائشة قالت:
«كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يأكل الطعام في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): لو سمى لكفاكم» [6].
185- حدثنا هناد و محمود بن غيلان. قالا: حدثنا أبو أسامة [7] عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة [8] عن أنس بن مالك قال:
«قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): إن اللّه ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها» [9].
[1] خالد بن معدان: الكلاعي الحمصي، فقيه كبير الشأن ثبت مهيب مخلص خرج له الستة.
[2] مودع: بضم الميم و بتشديد الدال المفتوحة: أي غير متروك ذلك الحمد بل الاشتغال به دائم من غير انقطاع كما ان نعمه سبحانه لا تنقطع عنا طرفة عين، و في رواية البخاري (غير مكفي و لا مودع) قال الخطابي: و معناه (غير محتاج إلى أحد بل هو الذي يطعم عباده و يكفيهم) و قيل غير ذلك.
[4] أخرجه ابو داود برقم 3849 و البخاري و النسائي و ابن ماجه في الأطعمة برقم 3284.
[5] محمد بن أبان: يلقب حمدويه، حافظ مكثر. وثقه النسائي و غيره توفي سنة 244 ه. خرج له الجماعة.
[6] أخرجه أبو داود و الترمذي في الأطعمة برقم 1851 و ابن ماجه و ابن حبان في صحيحه. و هذا الحديث يدل على أن التسمية فيها بركة في الطعام و ان عدم التسمية فيها محق للبركة.
[7] أبو أسامة: حماد بن أسامة الكوفي القرشي مولاهم المشهور بكنيته، ثقة ثبت، ربما دلس، من كبار الطبقة التاسعة توفي بالشام هاربا من القضاء. خرج له الجماعة.
[8] سعيد بن أبي بردة: بن أبي موسى الأشعري الكوفي، الحافظ مولى بني هاشم، كان حجة.
خرج له الستة.
[9] أخرجه الترمذي في الأطعمة برقم 1817 و أحمد و النسائي و مسلم.
اسم الکتاب : الشمائل المحمديه للترمذي - ط احياء التراث المؤلف : الترمذي، أبو عيسى الجزء : 1 صفحة : 119