اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 217
أدلكم على رجل يسلك بكم طريقا ينكب عن محمد و أصحابه، لو سلكها مغمض [1] العينين [2] لاهتدى! فقال صفوان بن أمية: من هو؟ قال: فرات بن حيان العجلي- و كان دليلا، فاستأجره صفوان بن أمية و خرج بهم في الشتاء و سلك بهم على ذات عرق [3] ثم على غمرة [4]، فلما بلغ الخبر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعث زيد بن حارثة في جمادى الأولى [5]، فاعترض العير فظفر بها، و أفلت أعيان القوم و أسر فرات بن حيان العجلي، و كان له مال كثير و أواقي من فضة، فقسم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الغنائم على من حضر الواقعة و أخذ الخمس عشرين ألفا، و أطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فرات بن حيان فرجع إلى مكة [6].
ثم تزوج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بحفصة بنت عمر بن الخطاب، قال عمر بن الخطاب: لما تأيمت [7] حفصة [8] لقيت عثمان بن عفان فعرضتها عليه، فقال [9]:
إن شئت زوجتك حفصة، قال: سأنظر في ذلك، فمكث ليال ثم لقيني فقال: بدأ
[6] في المغازي «و كان في الأسرى فرات بن حيان فأتى به فقيل له: أسلم، إن تسلم نتركك من القتل، فأسلم فتركه من القتل» و انظر الطبري أيضا.
[7] في مجمع بحار الأنوار «تأيمت حفصة من ابن خنيس لا تتزوج».
[8] لها ترجمة في الإصابة 8/ 50 و فيها «حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين هي أم المؤمنين ...
و كانت قبل أن يتزوجها النبي (صلى اللّه عليه و سلم) عند خنيس بن حذافة و كان ممن شهد بدرا و مات بالمدينة فانقضت عدتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، و يتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر قال: لا تجد علي فإن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ذكر حفصة فلم أكن أفشي سر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و لو تركها لزوجتها، و تزوج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حفصة بعد عائشة».