اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 144
زرارة و المسجد يبنى [1]، أخذته الشهقة [2]، و دفن بالبقيع، و هو أول من دفن بالبقيع من المسلمين فكان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) نازلا على أبي أيوب حتى فرغ من المسجد و بنى له فيه مسكن، فانتقل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حين فرغ من المسجد و مسكنه إليه، ثم بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) زيد بن حارثة [3] و أبا رافع[3] إلى [4] مكة ليقفل [5] سودة بنت زمعة زوجته [6] و بناته، و بعث أبو بكر الصديق عبد اللّه بن أريقط إلى عبد اللّه بن أبي بكر أن يقدم بأهله، فلما قدم ابن أريقط على عبد اللّه بن أبي بكر خرج عبد اللّه بعيال أبي بكر: عائشة و عبد الرحمن و أم رومان أم عائشة [7] و كان البراء بن معرور مات في صفر قبل قدوم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة بشهر و أوصى عند موته أن يوجه إذا وضع في قبره إلى الكعبة ففعل به ذلك، فلما قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة صلى على قبره، و ولد مسلمة بن مخلد [8]؛ و كان آخر الأنصار إسلاما بنو واقف و بنو أمية و بنو وائل، و كانت الأنصار كل واحد منهم يهدي لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حين قدم المدينة تيسا، و كانت أم سليم [9] لم يكن لها ما تهدي فأتت [10] بابنها أنس إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقالت: يا
[2] و الشهقة: كالصيحة، يقال شهق فلان و شهيق و شهقة فمات و الشهيق: الأنين الشديد المرتفع جدا (لسان العرب) و في سيرة ابن هشام و الروض «هلك في تلك الأشهر أبو أمامة أسعد بن زرارة و المسجد يبنى أخذته الذبحة أو الشهقة».
(3- 3) من الإصابة 7/ 65 و الطبري 2/ 1263 و في ف «أبار بن نافع» كذا، و في الإصابة 8/ 232 في ترجمة أم رومان: فلما استقر بعث زيد بن حارثة و بعث معه أبا رافع.
[8] له ترجمة في الإصابة: 6/ 97 و فيها: «و أخرج أبو نعيم أيضا من طريق وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال: ولدت حين قدم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة و قبض النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و أنا ابن عشر سنين».