responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة الحلبية المؤلف : أبو الفرج الحلبي الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 70

مجي‌ء الملك لها كان بعد أن مضى من حملها ستة أشهر فليتأمل، فإن الستة أشهر لا يقال إنها ابتداء الحمل.

و نص الرواية: كانت آمنة تحدث و تقول: أتاني آت حين مر بي من حملي ستة أشهر في المنام و قال لي: يا آمنة إنك حملت بخير العالمين، فإذا ولدتيه فسميه محمدا و اكتمي شأنك، إلا أن يقال يجوز تعدد الملك أو تكرر مجي‌ء الملك لها فليتأمل و اللّه أعلم.

و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: كان من دلالة حمل آمنة برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة أي التي حمل فيها: أي في اليوم قبلها برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أي بناء على ما هو الظاهر مما تقدم أنه حين وقع عليها انتقل إليها ذلك النور و قالت: حمل برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و رب الكعبة، و لم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا: أي و مثل هذا لا يقال من قبل الرأي.

أقول: دلالة الأول على مطلق الحمل به (صلى اللّه عليه و سلم) لا على خصوص حمل آمنة به (صلى اللّه عليه و سلم) حينئذ واضحة.

و أما دلالة الثاني عليه فقد يتوقف فيها إلا أن يقال إن ذلك كان من علامة الحمل به في الكتب القديمة مع أن المدعي في كلام ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما إنما هو خصوص حمل آمنة به. على أن السياق يدل على أن المراد علم أمه يحملها به، و اللّه أعلم.

و عن كعب الأحبار رضي اللّه تعالى عنه أن في صبيحة تلك الليلة أصبحت أصنام الدنيا منكوسة: أي و لعل ذلك كان من علامة حمل أمه في الكتب القديمة، و قول الصادق لا يتخلف، و سيأتي أن عند ولادته أيضا تنكست الأصنام، و لا مانع من التعدد.

قال: و روى الحاكم و صححه «أن أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قالوا: يا رسول اللّه أخبرنا عن نفسك، فقال: أنا دعوة أبي إبراهيم، و بشرى أخي عيسى، و رأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور» و في لفظ «سراج» و في لفظ «شهاب» «أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام» قال الحافظ العراقي: و سيأتي أنها رأت النور خرج منها عند الولادة، و هو أولى لكون طرقه متصلة. و يجوز أن يكون خرج منها النور مرتين: مرة حين حملت به، و مرة حين وضعته: أي و كلاهما يقظة، و لا مانع من ذلك، أو هذه أي رؤية النور حين حملت به كانت مناما كما تصرح به الرواية الآتية و تلك يقظة، فلا تعارض بين الحديثين ا ه.

أقول: الرواية الآتية هي رواية شداد بن أوس، و لفظها أنها رأت في المنام أن‌

اسم الکتاب : السيرة الحلبية المؤلف : أبو الفرج الحلبي الشافعي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست