responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 72

خلالها صور كيفية تفكيره، فقال: إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ. فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ. إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ.

و بعد أن اتفق المجلس على هذا القرار أخذوا في تنفيذه، فجلسوا بسبل الناس حين قدموا الموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه، و ذكروا لهم أمره‌ [1].

و الذي تولى كبر ذلك هو أبو لهب، فقد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يتبع الناس إذا وافى الموسم في منازلهم و في عكاظ و مجنة و ذي المجاز، يدعوهم إلى اللّه، و أبو لهب وراءه يقول: لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب‌ [2].

و أدى ذلك إلى أن صدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و انتشر ذكره في بلاد العرب كلها.

أساليب شتى لمجابهة الدعوة

و لما رأت قريش أن محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) لا يصرفه عن دعوته هذا و لا ذاك. فكروا مرة أخرى، و اختاروا لقمع هذه الدعوة أساليب تتلخص فيما يأتي:

1- السخرية و التحقير

، و الاستهزاء و التكذيب و التضحيك، قصدوا بها تخذيل المسلمين، و توهين قواهم المعنوية، فرموا النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بتهم هازلة، و شتائم سفيهة، فكانوا ينادونه بالمجنون‌ وَ قالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ‌ [الحجر: 6] و يصمونه بالسحر و الكذب‌ وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ، وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ‌ [ص: 4] و كانوا يشيعونه و يستقبلونه بنظرات ملتهمة ناقمة، و عواطف منفعلة هائجة وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ‌ [القلم: 51] و كان إذا جلس و حوله المستضعفون من أصحابه استهزءوا بهم و قالوا: هؤلاء جلساؤه‌ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا [الأنعام: 53] قال تعالى: أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ‌ [الأنعام:

53] و كانوا كما قص اللّه علينا إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَ إِذا مَرُّوا


[1] ابن هشام 1/ 271.

[2] روى فعله هذا الترمذي عن يزيد بن رومان و ... عن طارق بن عبد اللّه المحاربى و رواه الإمام أحمد في مسنده 3/ 492، 4/ 341.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست