responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 65

المرحلة الأولى جهاد الدعوة [سرا]

ثلاث سنوات من الدعوة السرية معلوم أن مكة كانت مركز دين العرب، و كان بها سدنة الكعبة، و القوام على الأوثان و الأصنام المقدسة عند سائر العرب، فالوصول إلى المقصود من الإصلاح فيها يزداد عسرا و شدة عما لو كان بعيدا عنها. فالأمر يحتاج إلى عزيمة لا تزلزلها المصائب و الكوارث، كان من الحكمة تلقاء ذلك أن الدعوة في بدء أمرها سرية، لئلا يفاجئ أهل مكة بما يهيجهم.

الرعيل الأول‌

و كان من الطبيعي أن يعرض الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) الإسلام أولا على ألصق الناس به و آل بيته، و أصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام، و دعا إليه كل من توسم فيه خيرا ممن يعرفهم و يعرفونه، يعرفهم بحب اللّه و الحق و الخير، و يعرفونه بتحري الصدق و الصلاح، فأجابه من هؤلاء- الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و جلالة نفسه و صدق خبره- جمع عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، و في مقدمتهم زوجة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، و مولاه زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي‌ [1] و ابن عمه علي بن أبي طالب- و كان صبيا يعيش في كفالة الرسول- و صديقه الحميم أبو بكر الصديق. أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة [2].

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، و كان رجلا مألفا محببا سهلا، ذا خلق و معروف، و كان رجال قومه يأتونه و يألفونه، لعلمه و تجارته، و حسن مجالسته، فجعل يدعو


[1] كان قد أسر ورق، فملكته خديجة، و وهبته لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و جاءه أبوه و عمه ليذهبا به إلى قومه و عشيرته، فاختار عليهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فتبناه حسب قواعد العرب، و كان لذلك يقال: زيد بن محمد، حتى جاء الإسلام فأبطل التبني.

[2] رحمة للعالمين 1/ 50.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست