responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 428

فليقبل من محسنهم، و يتجاوز عن مسيئهم» [1].

ثم قال: «إن عبدا خيره اللّه أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، و بين ما عنده، فاختار ما عنده» قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر. قال: فديناك بآبائنا و أمهاتنا فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن عبد خيره اللّه بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، و بين ما عنده، و هو يقول: فديناك بآبائنا و أمهاتنا. فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) هو المخير، و كان أبو بكر أعلمنا [2].

ثم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) «إن من آمن الناس علي في صحبته و ماله أبو بكر، و لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، و لكن أخوة الإسلام و مودته، لا يبقين نفي المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر [3]».

قبل أربعة أيام‌

و يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال- و قد اشتد به الوجع-: «هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده»- و في البيت رجال فيه عمر- فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، و عندكم القرآن، حسبك كتاب اللّه. فاختلف أهل البيت و اختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و منهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط و الاختلاف قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «قوموا عني» [4].

و أوصى ذلك اليوم بثلاث: أوصى بإخراج اليهود و النصارى و المشركين من جزيرة العرب، و أوصى بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزه، أما الثالث فنسيه الراوي، و لعله الوصية بالاعتصام بالكتاب و السنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي: الصلاة و ما ملكت أيمانكم.

و النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم- يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- و قد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا [5].


[1] صحيح البخاري 1/ 536.

[2] متفق عليه، مشكاة المصابيح 2/ 546.

[3] متفق عليه. مشكاة المصابيح 2/ 548، صحيح البخاري 1/ 22، 429، 449، 2/ 638.

[4] رواه البخاري عن أم الفضل باب مرض النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) 2/ 637.

[5] متفق عليه مشكاة المصابيح 1/ 102.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست