responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 359

ساحة القتال-: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب- و عيناه تذرفان- حتى أخذ الراية سيف من سيوف اللّه، حتى فتح اللّه عليهم‌ [1].

نهاية المعركة

و مع الشجاعة البالغة و البسالة و الضراوة المريرتين كان مستغربا جدا أن ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أمام تيارات ذلك البحر الغطمطم من جيوش الروم، ففي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته و نبوغه في تخليص المسلمين مما ورطوا أنفسهم فيه.

و اختلفت الروايات كثيرا فيما آل إليه أمر هذه المعركة أخيرا. و يظهر بعد النظر في جميع الروايات أن خالد بن الوليد نجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار، في أول يوم من القتال، و كان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية، تلقي الرعب في قلوب الرومان، حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين من غير أن يقوم الرومان بحركات المطاردة، فقد كان يعرف جيدا أن الإفلات من براثنهم صعب جدا لو انكشف المسلمون، و قام الرومان بالمطاردة.

[القتال التراجعي‌]

فلما أصبح اليوم الثاني غير أوضاع الجيش، و عبأه من جديد، فجعل مقدمته، ساقة، و ميمنته ميسرة، و على العكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم، و قالوا: جاءهم مدد، فرعبوا، و صار خالد- بعد أن تراءى الجيشان، و تناوشا ساعة- يتأخر بالمسلمين قليلا قليلا، مع حفظ نظام جيشه، و لم يتبعهم الرومان ظنا منهم أن المسلمين يخدعونهم، و يحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء.

و هكذا انحاز العدو إلى بلاده، و لم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين، و نجح المسلمون في الانحياز سالمين، حتى عادوا إلى المدينة [2].


[1] نفس المصدر 2/ 611.

[2] انظر فتح الباري 7/ 513، 514، زاد المعاد 2/ 156، و تفصيل المعركة مأخوذ من هذين المصدرين و التي قبلهما.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست