responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 334

الخروج إلى خيبر

قال ابن إسحاق: أقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة و بعض المحرم، ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر.

قال المفسرون: إن خيبر كانت وعدا وعدها اللّه تعالى بقوله: وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ‌ [الفتح: 20] يعني صلح الحديبية، و بالمغانم الكثيرة خيبر.

عدد الجيش الإسلامي‌

و لما كان المنافقون و ضعفاء الإيمان تخلفوا عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في غزوة الحديبية، أمر اللّه تعالى نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيهم قائلا: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى‌ مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ، يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ، قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا، كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ، فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الفتح: 15].

فلما أراد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الخروج إلى خيبر، أعلن أن لا يخرج معه إلا راغب في الجهاد، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة و هم ألف و أربعمائة.

و استعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، و قال ابن إسحاق: نميلة بن عبد اللّه الليثي، و الأول أصح عند المحققين‌ [1].

و حينئذ قدم أبو هريرة المدينة مسلما، فوافى سباع بن عرفطة في صلاة الصبح فلما فرغ من صلاته أتى سباعا فزوده، حتى قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و كلم المسلمين فأشركوه و أصحابه في سهمانهم.

اتصال المنافقين باليهود

و قد قام المنافقون يعملون لليهود، فقد أرسل رأس المنافقين عبد اللّه بن أبي إلى يهود خيبر: أن محمدا قصد قصدكم و توجه إليكم، فخذوا حذركم، و لا تخافوا منه، فإن عددكم و عدتكم كثيرة، و قوم محمد شرذمة قليلون، عزّل لا سلاح معهم إلا قليل. فلما علم ذلك أهل خيبر، أرسلوا كنانة بن أبي الحقيق و هوذة بن قيس إلى غطفان يستمدونهم؛ لأنهم كانوا حلفاء يهود خيبر، و مظاهرين لهم على المسلمين. و شرطوا لهم نصف ثمار خيبر إن هم غلبوا على المسلمين.


[1] انظر فتح الباري 7/ 465، زاد المعاد 2/ 133.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست