responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 331

النشاط العسكري بعد صلح الحديبية

غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد

هذه الغزوة حركة مطاردة ضد فصيلة من بني فزارة قامت بعمل القرصنة في لقاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

و هي أول غزوة غزاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد الحديبية، و قبل خيبر. ذكر البخاري في ترجمة باب أنها كانت قبل خيبر بثلاث، و روى ذلك مسلم مسندا من حديث سلمة بن الأكوع. و ذكر الجمهور من أهل المغازي أنها كانت قبل الحديبية و ما في الصحيح أصح مما ذكره أهل المغازي.

و خلاصة الروايات عن سلمة بن الأكوع بطل هذه الغزوة أنه قال‌ [1]: بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بظهره مع غلامه رباح، و أنا معه بفرس أبي طلحة، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على الظهر، فاستاقه أجمع، و قتل راعيه، فقلت: يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة، و أخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). ثم نمت على أكمة، و استقبلت المدينة، فناديت ثلاثا:

يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل و أرتجز، أقول:

أنا ابن الأكوع‌* * * و اليوم يوم الرضع‌

فو اللّه ما زلت أرميهم و أعقر بهم، فإذا رجع إلي فارس جلست في أصل الشجرة، ثم رميته فتعفرت به، حتى إذا دخلوا في تضايق الجبل علوته، فجعلت أرديهم بالحجارة، فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق اللّه تعالى من بعير من ظهر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلا خلفته وراء ظهري، و خلوا بيني و بينه، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، و ثلاثين رمحا يستخفون، و لا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة، يعرفها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه. حتى أتوا متضايقا من ثنية فجلسوا يتغدون، و جلست على رأس‌


[1] انظر صحيح البخاري باب غزوة ذات قرد 2/ 603، و صحيح مسلم باب غزوة ذي قرد و غيرها 2/ 113، 114، 115، و فتح الباري 7/ 460، 461، 463، زاد المعاد 2/ 120.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست