responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 321

تسلم، يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‌، فإن أبيت فإن عليك إثم النصارى من قومك.

و قد أورد المحقق الكبير الدكتور حميد اللّه (باريس) نص كتاب قد عثر عليه في الماضي القريب- كما أورده ابن القيم مع الاختلاف في كلمة فقط- و بذل الدكتور في تحقيق ذلك النص جهدا بليغا و استعان في ذلك كثيرا باكتشافات العصر الحديث، و أورد صورته في الكتاب و هو هكذا.

بسم اللّه الرحمن الرحيم‌ من محمد رسول اللّه إلى النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، و أشهد أن عيسى ابن مريم روح اللّه و كلمته. ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى من روحه و نفخه، كما خلق آدم بيده، و إني أدعو إلى اللّه وحده لا شريك له، و الموالاة على طاعته، و أن تتبعني، و تؤمن بالذي جاءني فإني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و إني أدعوك و جنودك إلى اللّه عز و جل، و قد بلغت و نصحت، فاقبل نصيحتي، و السلام على من اتبع الهدى‌ [1].

و أكد الدكتور المحترم أن هذا هو نص الكتاب الذي كتبه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى النجاشي بعد الحديبية، أما صحة هذا النص فلا شك فيها بعد النظر في الدلائل، و أما أن هذا الكتاب هو الذي كتب بعد الحديبية فلا دليل عليه، و الذي أورده البيهقي عن ابن إسحاق أشبه بالكتب التي كتبها النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى ملوك و أمراء النصارى بعد الحديبية، فإن فيه الآية الكريمة: يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ إلخ كما كان دأبه في تلك الكتب، و قد ورد فيه اسم الأصحمة صريحا، و أما النص الذي أورده الدكتور حميد اللّه، فالأغلب عندي أنه نص الكتاب الذي كتبه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد موت أصحمة إلى خليفته، و لعل هذا هو السبب في ترك الاسم.

و هذا الترتيب ليس عندي عليه دليل قطعي سوى الشهادات الداخلية التي تؤديها نصوص هذه الكتب. و العجب من الدكتور حميد اللّه أنه جزم أنه النص الذي أورده البيهقي‌


[1] انظر رسول أكرم كي سياسي زندگي (بالأردو) ص 108، 109، 122، 123، 124، 125، و في زاد المعاد: أسلم أنت بدل و السلام على من اتبع الهدى. انظر زاد المعاد 3/ 60.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست