responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 314

المستضعفين فرجا و مخرجا، إنا قد عقدنا بيننا و بين القوم صلحا، و أعطيناهم على ذلك، و أعطونا عهد اللّه فلا نغدر بهم».

فوثب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه مع أبي جندل يمشي إلى جنبه و يقول: اصبر يا أبا جندل، فإنما هم المشركون، و إنما دم أحدهم دم كلب، و يدني قائم السيف منه، يقول عمر: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، فضن الرجل بأبيه، و نفذت القضية.

النحر و الحلق للحل عن العمرة

و لما فرغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من قضية الكتاب قال: قوموا، فانحروا، فو اللّه ما قام منهم أحد حتى قال ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا رسول اللّه أ تحب ذلك؟ أخرج، ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك، و تدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، و دعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، و جعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، و كانوا نحروا البدنة عن سبعة، و البقرة عن سبعة، و نحر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جملا كان لأبي جهل، و كان في أنفه برة من فضة، ليغيظ به المشركين، و دعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) للمحلقين ثلاثا بالمغفرة و للمقصرين مرة. و في هذا السفر أنزل اللّه فدية الأذى لمن حلق رأسه بالصيام، أو الصدقة، أو النسك في شأن كعب بن عجرة.

الإباء عن رد المهاجرات‌

ثم جاء نسوة مؤمنات فسأل أولياؤهن أن يردهن عليهم بالعهد الذي تم في الحديبية، فرفض طلبهم هذا، بدليل أن الكلمة التي كتبت في المعاهدة بصدد هذا البند هي: (و على أنه لا يأتيك منا رجل، و إن كان على دينك إلا رددته علينا) [1] فلم تدخل النساء في العقد رأسا. و أنزل في ذلك‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَ‌ حتى بلغ‌ بِعِصَمِ الْكَوافِرِ، فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يمتحنهن بقوله تعالى: إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى‌ أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً إلخ، فمن أقرت بهذه الشروط قال لها: قد بايعتك. ثم لم يكن يردهن.


[1] صحيح البخاري 1/ 380.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست