responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 310

بديل يتوسط بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قريش‌

و لما اطمأن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، و كانت خزاعة عيبة [1] نصح لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من أهل تهامة، فقال: إني تركت كعب بن لؤي، نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العوذ المطافيل‌ [2]، و هم مقاتلوك و صادوك عن البيت. قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إنا لم نجي‌ء لقتال أحد، و لكن جئنا معتمرين، و إن قريشا قد نهكتهم الحرب و أضرت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، و يخلوا بيني و بين الناس، و إن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، و إلا فقد جموا، و إن أبوا إلا القتال فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن اللّه أمره».

قال بديل: سأبلغهم ما تقول، فانطلق حتى أتى قريشا: إني قد جئتكم من عند هذا الرجل، و سمعته يقول قولا، فإن شئتم عرضته عليكم. فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشي‌ء. و قال ذو الرأي منهم: هات ما سمعته. قال: سمعته يقول كذا و كذا، فبعثت قريش مكرز بن حفص، فلما رآه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: هذا رجل غادر، فلما جاء و تكلم قال له مثل ما قال لبديل و أصحابه، فرجع إلى قريش و أخبرهم.

رسل قريش‌

ثم قال رجل من كنانة- اسمه الحليس بن علقمة-: دعوني آته. فقالوا: آته فلما أشرف على النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) هذا فلان، و هو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها، فبعثوها له، و استقبله القوم يلبون، فلما رأى ذلك. قال: سبحان اللّه ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، فرجع إلى أصحابه فقال: رأيت البدن قد قلدت و أشعرت، و ما أرى أن يصدوا، و جرى بينه و بين قريش كلام أحفظه.

فقال عروة بن مسعود الثقفي: إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، و دعوني آته فقالوا: آته، فاتاه، فجعل يكلمه، فقال له النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) نحوا من قوله لبديل، فقال له عروة عند ذلك: أي محمد، أ رأيت لو استأصلت قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، و إن تكن الأخرى فو اللّه إني لأرى وجوها، و أرى أوباشا من الناس خلقا أن يفروا و يدعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات، أ نحن نفر عنه،؟ قال: من ذا؟ قالوا:


[1] عيبة نصح الرجل: موضع سره.

[2] استعار العوذ المطافيل للنساء مع أولادهن، و العوذ: الإبل حديثة النتاج، و المطافيل: التي معها أولادها.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست