responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 303

ثم مشى بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، و ليلتهم حتى أصبح، و صدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض، فوقعوا نياما. فعل ذلك؛ ليشغل الناس عن الحديث.

أما ابن أبي فلما علم أن زيد بن أرقم بلغ الخبر جاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و حلف باللّه ما قلت ما قال، و لا تكلمات به، و قال من حضر من الأنصار: يا رسول اللّه، عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه، و لم يحفظ ما قال الرجل، فصدقه، قال زيد: فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، فأنزل اللّه‌ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ‌ إلى قوله: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى‌ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا إلى‌ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ‌، فأرسل إليّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقرأها عليّ، ثم قال: إن اللّه قد صدقك‌ [1].

و كان ابن هذا المنافق- و هو عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي- رجلا صالحا من الصحابة الأخيار، فتبرأ من أبيه، و وقف له على باب المدينة، و استل سيفه، فلما جاء ابن أبي قال له:

و اللّه لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فإنه العزيز و أنت الذليل، فلما جاء النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) أذن له، فخلى سبيله، و كان قد قال عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي: يا رسول اللّه إن أردت قتله فمرني بذلك، فأنا و اللّه أحمل إليك رأسه‌ [2].

2- حديث الإفك‌

و في هذه الغزوة كانت قصة الإفك، و ملخصها أن عائشة رضي اللّه عنها كانت قد خرج بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، و كانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها، ففقدت عقدا لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه في وقتها، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هودجها فظنوها فيه فحملوا الهودج، و لا ينكرون خفته، لأنها رضي اللّه عنها كانت فتية السن لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها، و أيضا فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج لم ينكروا خفته، و لو كان الذي حمله واحدا أو اثنين لم يخف عليهما الحال، فرجعت عائشة إلى منازلهم، و قد أصابت العقد، فإذا ليس به داع و لا مجيب، فقعدت في‌


[1] انظر صحيح البخاري 1/ 499، 2/ 728، 729، و ابن هشام 2/ 290، 291، 292.

[2] نفس المصدر الأخير، و مختصر السيرة للشيخ عبد اللّه النجدي ص 277.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست