responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 293

النشاط العسكري بعد هذه الغزوة

مقتل سلام بن أبي الحقيق‌

كان سلام بن أبي الحقيق- و كنيته أبو رافع- من أكابر مجرمي اليهود، الذي حزبوا الأحزاب ضد المسلمين و أعانهم بالمؤن و الأموال الكثيرة [1]، و كان يؤذي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فلما فرغ المسلمون من أمر قريظة استأذنت الخزرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في قتله، و كان قتل كعب بن الأشرف على أيدي رجال من الأوس، فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلتهم؛ فلذلك أسرعوا إلى هذا الاستئذان.

و أذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في قتله، و نهى عن قتل النساء و الصبيان، فخرجت مفرزة قوامها خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، قائدهم عبد اللّه بن عتيك.

خرجت هذه المفرزة، و اتجهت نحو خيبر، إذ كان هناك حصن أبي رافع، فلما دنوا منه- و قد غربت الشمس، و راح الناس بسرحهم- قال عبد اللّه بن عتيك لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق و متلطف للبواب، لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته، و قد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد اللّه إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب.

قال عبد اللّه بن عتيك: فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على ود [2] قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها، ففتحت الباب، و كان أبو رافع يسمر عنده، و كان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل. قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت. قلت: أبا رافع، قال:

من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف و أنا دهش، فما أغنيت شيئا، و صاح، فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت: و ما هذا الصوت يا أبا رافع؟


[1] انظر فتح الباري 7/ 343.

[2] أي المفاتيح على وتد.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست