responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 291

أخطب والد صفية أم المؤمنين رضي اللّه عنها، كان قد دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش و غطفان؛ وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه حينما جاء يثيره على الغدر و الخيانة أيام غزوة الأحزاب، فلما أتي به- و عليه حلة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئلا يسلبها- مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، قال لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): أما و اللّه ما لمت نفسي في معاداتك، و لكن من يغالب اللّه يغلب. ثم قال: أيها الناس، لا بأس بأمر اللّه، كتاب و قدر و ملحمة كتبها اللّه على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه.

و قتل من نسائهم امرأة واحدة، كانت قد طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، فقتلت لأجل ذلك.

و كان قد أمر رسول اللّه بقتل من أنبت، و ترك من لم ينبت، فكان ممن لم ينبت عطية القرظي، فترك حيا، فأسلم، و له صحبة.

و استوهب ثابت بن قيس الزبير بن باطا و أهله و ماله- و كانت للزبير يد عند ثابت- فوهبهم له ثابت بن قيس و قال: قد وهبك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إليّ، و وهب لي مالك و أهلك فهم لك. فقال الزبير بعد أن علم بمقتل قومه: سألتك بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة، فضرب عنقه، و ألحقه بالأحبة من اليهود، و استحيا ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد الرحمن بن الزبير، فأسلم، و له صحبة. و استوهبت أم المنذر سلمى بنت قيس النجارية رفاعة بن سموأل القرظي، فوهبه لها، فاستحيته، فأسلم، و له صحبة.

و أسلم منهم تلك الليلة نفر من قبل النزول، فحقنوا دماءهم و أموالهم و ذراريهم.

و خرج تلك الليلة عمرو- و كان رجلا لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)- فرآه محمد بن سلمة قائد الحرس النبوي، فخلى سبيله حين عرفه، فلم يعلم أين ذهب.

و قسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أموال بني قريظة بعد أن أخرج منها الخمس، فأسهم للفارس ثلاثة أسهم، سهمان للفرس و سهم للفارس، و أسهم للراجل سهما واحدا، و بعث من السبايا إلى نجد تحت إشراف سعد بن زيد الأنصاري. فابتاع بها خيلا و سلاحا.

و اصطفى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة، فكانت عنده حتى توفي عنها و هي في ملكه، هذا ما قاله ابن إسحاق‌ [1] و قال الكلبي: إنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أعتقها، و تزوجها سنة 6 ه، و ماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع‌ [2].


[1]

[2] تلقيح فهوم أهل الأثر ص 2.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست