responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 272

الرقاع. أما وقوع الغزوة خلال هذه المدة فلا شك فيه. و هذا الذي كانت تقتضيه ظروف المدينة، فإن موسم غزوة بدر التي كان قد تواعد بها أبو سفيان حين انصرافه من أحد كان قد اقترب، و إخلاء المدينة، مع ترك البدو و الأعراب على تمردهم و غطرستهم، و الخروج لمثل هذا اللقاء الرهيب- لم يكن من مصالح سياسة الحروب قطعا، بل كان لا بد من خضد شوكتهم، و كف شرهم قبل الخروج لمثل هذه الحرب الكبيرة التي كانوا يتوقعون وقوعها في رحاب بدر.

و أما أن تلك الغزوة التي قادها الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) في ربيع أو جمادى الأولى سنة 4 ه هي غزوة الرقاع فلا يصح، فإن غزوة ذات الرقاع شهدها أبو هريرة و أبو موسى الأشعري رضي اللّه عنهما. و كان إسلام أبي هريرة قبل غزوة خيبر بأيام، و كذلك أبو موسى الأشعري رضي اللّه عنه وافى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بخيبر. و إذن فغزوة ذات الرقاع بعد خيبر، و يدل على تأخرها عن السنة الرابعة أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) صلى فيها صلاة الخوف، و كانت أول شرعية صلاة الخوف في غزوة عسفان، و لا خلاف أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق، و كانت غزوة الخندق في أواخر السنة الخامسة.

غزوة بدر الثانية

و لما خضد المسلمون شوكة الأعراب، و كفكفوا شرهم، أخذوا يتجهزون لملاقاة عدوهم الأكبر، فقد استدار العام، و حضر الموعد المضروب مع قريش- في غزوة أحد- و حق لمحمد (صلّى اللّه عليه و سلم) و صحبه أن يخرجوا؛ ليواجهوا أبا سفيان و قومه، و أن يديروا رحى الحرب كرة أخرى، حتى يستقر الأمر لأهدى الفريقين و أجدرهما بالبقاء [1].

ففي شعبان سنة 4 ه يناير سنة 626 م، خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لموعده في ألف و خمسمائة، و كانت الخيل عشرة أفراس، و حمل لواءه علي بن أبي طالب، و استخلف على المدينة عبد اللّه بن رواحة و انتهى إلى بدر، فأقام بها ينتظر المشركين.

و أما أبو سفيان، فخرج في ألفين من مشركي مكة، و معهم خمسون فرسا، حتى انتهى إلى مر الظهران على بعد مرحلة من مكة فنزل بمجنة- ما في تلك الناحية.

خرج أبو سفيان، من مكة متثاقلا، يفكر في عقبى القتال مع المسلمين، و قد أخذه الرعب، و استولت على مشاعره الهيبة، فلما نزل بمر الظهران خار عزمه، فاحتال للرجوع،


[1] كلمة محمد الغزالي في فقه السيرة 315.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست