responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 27

ديانات العرب‌

كان معظم العرب اتبعوا دعوة إسماعيل- (عليه السلام)- حين دعاهم إلى دين أبيه إبراهيم- (عليه السلام)- فكانت تعبد اللّه و توحده و تدين بدينه، حتى طال عليهم الأمد و نسوا حظا مما ذكروا به، إلا أنهم بقي فيهم التوحيد و عدة شعائر من دين إبراهيم، حتى جاء عمرو بن لحي رئيس خزاعة، و كان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف و الصدقة و الحرص على أمور الدين، فأحبه الناس، و دانوا له ظنا منهم أنه من أكابر العلماء و أفاضل الأولياء، ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك و ظنه حقا، لأن الشام محل الرسل و الكتب، فقدم معه بهبل و جعله في جوف الكعبة، و دعا أهل مكة إلى الشرك باللّه، فأجابوه. ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة، لأنهم ولاة البيت و أهل الحرم‌ [1].

و من أقدم أصنامهم مناة، كانت بالمشلل على ساحل البحر الأحمر بالقرب من قديد، ثم اتخذوا اللات في الطائف، ثم اتخذوا العزى بوادي نخلة، هذه الثلاث أكبر أوثانهم‌ [2]، ثم كثر الشرك، و كثرت الأوثان في كل بقعة من الحجاز، و يذكر أن عمرو بن لحي كان له رئى من الجن، فأخبره بأن أصنام قوم نوح- ودا و سواعا و يغوث و يعوق و نسرا- مدفونة بجدة فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها، حتى صار لكل قبيلة ثم في كل بيت صنم. و قد ملأوا المسجد الحرام بالأصنام، و لما فتح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مكة وجد حول البيت ثلاثمائة و ستين صنما، فجعل يطعنها حتى تساقطت، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد و حرقت‌ [3].

و هكذا صار الشرك و عبادة الأصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية، الذين كانوا يزعمون أنهم على دين إبراهيم.


[1] مختصر سيرة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 12.

[2] صحيح البخاري 1/ 222.

[3] مختصر سيرة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 13، 50، 51، 52، 54.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست