responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 218

القرصنة، فإنه دخل في ضواحي المدينة في الليل مستخفيا تحت جنح الظلام، فأتى حيي ابن أخطب، فاستفتح بابه، فأبى و خاف فانصرف إلى سلام بن مشكم- سيد بني النضير، و صاحب كنزهم إذ ذاك، فاستأذن عليه فأذن، فقراه و سقاه الخمر، و بطن له من خبر الناس، ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث مفرزة منهم، فأغارت على ناحية من المدينة يقال لها: «العريض»، فقطعوا و أحرقوا هناك أسوارا من النخل، و وجدوا رجلا من الأنصار و حليفا له في حرث لهما فقتلوهما، و فروا راجعين إلى مكة.

و بلغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الخبر، فسارع لمطاردة أبي سفيان و أصحابه، و لكنهم فروا ببالغ السرعة، و طرحوا سويقا كثيرا من أزوادهم و تمويناتهم يتخففون به، فتمكنوا من الإفلات، و بلغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى قرقرة الكدر، ثم انصرف راجعا، و حمل المسلمون ما طرحه الكفار من سويقهم، و سموا هذه المناوشة بغزوة السويق، وقعت في ذي الحجة سنة 2 ه بعد بدر بشهرين، و استعمل على المدينة في هذه الغزوة أبا لبابة بن عبد المنذر [1].

غزوة ذي أمر

و هي أكبر حملة عسكرية قادها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قبل معركة أحد، قادها في المحرم سنة 3 ه.

و سببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن جمعا كبيرا من بني ثعلبة و محارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة، فندب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المسلمين، و خرج في أربعمائة و خمسين مقاتلا ما بين راكب و راجل، و استخلف على المدينة عثمان بن عفان.

و في أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له جبار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فضمه إلى بلال، و صار دليلا لجيش المسلمين إلى أرض العدو.

و تفرق الأعداء في رءوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة. أما النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، و هو الماء المسمى: «بذي أمر» فأقام هناك صفرا


[1] ابن هشام 2/ 44، 45.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست