responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 204

و عن أبي طلحة أن نبي اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أمر يوم بدر بأربعة و عشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث. و كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى، و أتبعه أصحابه حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم و أسماء آبائهم، يا فلان ابن فلان، يا فلان ابن فلان، أ يسركم أنكم أطعتم اللّه و رسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقّا؟ فقال عمر: يا رسول اللّه ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ قال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): و الذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، و في رواية ما أنتم بأسمع منهم، و لكن لا يجيبون» [1].

مكة تتلقى نبأ الهزيمة:

فر المشركون من ساحة بدر في صورة غير منظمة، تبعثروا في الوديان و الشعاب، و اتجهوا صوب مكة مذعورين، لا يدرون كيف يدخلونها خجلا.

قال ابن إسحاق: و كان أول من قدم بمصاب قريش الحيسمان بن عبد اللّه الخزاعي، فقالوا: ما وراءك؟ قال: قتل عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو الحكم بن هشام، و أمية بن خلف في رجال من الزعماء سماهم. فلما أخذ يعد أشراف قريش قال صفوان بن أمية و هو قاعد في الحجر: و اللّه إن يعقل هذا، فاسألوه عني، قالوا: ما فعل صفوان بن أمية قال: ها هو ذا جالس في الحجر، و قد و اللّه رأيت أباه و أخاه حين قتلا.

و قال أبو رافع- مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)-: كنت غلاما للعباس، و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، و أسلمت أم الفضل، و أسلمت، و كان العباس يكتم إسلامه، و كان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فلما جاءه الخبر كبته اللّه و أخزاه، و وجدنا في أنفسنا قوة و عزا، و كنت رجلا ضعيفا أعمل الأقداح، أنحتها في حجرة زمزم، فو اللّه إني لجالس فيها أنحت أقداحي، و عندي أم الفضل جالسة، و قد سرنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، حتى جلس على طنب الحجرة [2]، فكان ظهره إلى ظهري، فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم، فقال له أبو لهب: هلم إلي، فعندك لعمري الخبر، قال: فجلس إليه، و الناس قيام عليه. فقال: يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس؟ قال: ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا، يقتلوننا


[1] متفق عليه، مشكاة المصابيح 2/ 345 [ط. دار الفكر].

[2] طنب الحجرة: طرفها.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست