responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 135

5- و على أن تنصروني إذا قدمت إليكم، و تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم و أزواجكم و أبناءكم، و لكم الجنة» [1].

و في رواية كعب- التي رواها ابن إسحاق- البند الأخير فقط من هذه البنود، ففيه قال كعب: فتكلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فتلا القرآن، و دعا إلى اللّه، و رغب في الإسلام، ثم قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم». فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم، و الذي بعثك بالحق (نبيا) لنمنعنك مما نمنع أزرنا [2] منه، فبايعنا يا رسول اللّه، فنحن و اللّه أبناء الحرب و أهل الحلقة، ورثناها كابرا (عن كابر).

قال: فاعترض القول- و البراء يكلم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)- أبو الهيثم بن التيهان فقال:

يا رسول اللّه إن بيننا و بين الرجال حبالا، و إنا قاطعوها- يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك و تدعنا؟

قال: فتبسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، ثم قال: بل الدم الدم، و الهدم الهدم، أنا منكم و أنتم مني، أحارب من حاربتم، و أسالم من سالمتم‌ [3].

التأكيد من خطورة البيعة

و بعد أن تمت المحادثة حول شروط البيعة، و أجمعوا على الشروع في عقدها قام رجلان من الرعيل الأول ممن أسلموا في مواسم سنتي 11، 12 من النبوة، قام أحدهما تلو الآخر، ليؤكدا للقوم خطورة المسئولية، حتى لا يبايعوه إلا على جلية من الأمر، و ليعرفا مدى استعداد القوم للتضحية و يتأكدا من ذلك.

قال ابن إسحاق: لما اجتمعوا للبيعة قال العباس بن عبادة بن نضلة: هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، و أشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن، فهو و اللّه إن فعلتم خزي الدنيا و الآخرة، و إن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال و قتل الأشراف فخذوه، فهو و اللّه خير الدنيا و الآخرة.


[1] رواه الإمام أحمد بإسناد حسن، و صححه الحاكم و ابن حبان، انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 155، و روى ابن إسحاق ما يشبه هذا عن عبادة بن الصامت، و فيه بند زائد، و هو «أن لا ننازع الأمر أهله» انظر ابن هشام 1/ 454.

[2] العرب تكنى عن المرأة بالإزار و تكنى أيضا بالإزار عن النفس.

[3] ابن هشام 1/ 442.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست