responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 120

أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي اللّه، فأرسلت أخي يكلمه، فرجع و لم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه.

فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه، ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، و امض أنت، فمضى، و مضيت معه حتى دخل، و دخلت معه على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقلت له: اعرض علي الإسلام، فعرضه، فأسلمت مكاني، فقال لي: يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، و ارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. فقلت: و الذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجئت إلى المسجد و قريش فيه، فقلت: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فقاموا، فضربت لأموت، فأدركني العباس، فأكب علي، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار؟ و متجركم و ممركم على غفار. فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد، رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي ما صنع بالأمس، فأدركني العباس، فأكب علي و قال مثل مقالته بالأمس‌ [1].

4- طفيل بن عمرو الدوسي‌

- كان رجلا شريفا شاعرا لبيبا رئيس قبيلة دوس، و كان لقبيلته إمارة أو شبه إمارة في بعض نواحي اليمن، قدم مكة في عام 11 من النبوة، فاستقبله أهلها قبل وصوله إليها، و بذلوا له أجل تحية و أكرم التقدير، و قالوا له: يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، و هذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، و قد فرق جماعتنا، و شتت أمرنا، و إنا قوله كالسحر، يفرق بين الرجل و أبيه، و بين الرجل و أخيه، و بين الرجل و زوجه، و إنما نخشى عليك و على قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه و لا تسمعن منه شيئا.

يقول طفيل: فو اللّه ما زالوا بي حتى أجمعت ألّا أسمع منه شيئا و لا أكلمه، حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا؛ فرقا من أن يبلغني شي‌ء من قوله، قال:

فغدوت إلى المسجد، فإذا هو قائم يصلي عند الكعبة، فقمت قريبا منه، فأبى اللّه إلا أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي: وا ثكل أمي، و اللّه إني رجل لبيب شاعر، ما يخفى علي الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما


[1] صحيح البخاري باب قصة زمزم 1/ 499، 500 و باب إسلام أبي ذر 1/ 544، 545.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست