responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 608

ذكر خلافة ذى النورين أبى عمرو عثمان بن عفان أمير المؤمنين، رضى الله عنه و مبايعة أهل الشورى له بعد وفاة عمر، رضى الله عنه‌

و لما مضى عمر، (رحمه الله)، لسبيله، تفاوض أهل الشورى فيما بينهم ثلاثا بعد وفاته، و انصرف أمر جميعهم إلى عبد الرحمن بن عوف، رضى الله عنه، فبائع لعثمان، (رحمه الله)، فبايعه بقية أهل الشورى، و كافة الصحابة، رضى الله عن جميعهم، و ذلك يوم السبت غرة المحرم من سنة أربع و عشرين.

و ذكر سيف‌ [1] بإسناد له، أنه لما بايع أهل الشورى عثمان، (رحمه الله)، خرج و هو أشدهم كآبة، فأتى منبر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فخطب الناس، فحمد الله و أثنى عليه، و صلى على نبيه (صلى اللّه عليه و سلم)، ثم قال: إنكم فى دار قلعة، و فى بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد أتيتم صبحتم أو مسيتم، ألا و إن الدنيا طويت على الغرور، فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان: 33]، اعتبروا بمن مضى، ثم جدوا و لا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم، أين أبناء الدنيا و إخوانها الذين آثروها و عمروها و متعوا بها طويلا، أ لم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها، و اطلبوا الآخرة، فإن الله ضرب لها مثلها، و الذي هو خير، فقال: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَ كانَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقْتَدِراً الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيْرٌ أَمَلًا [الكهف: 44، 45].

و ذكر سيف‌ [2] أن أول كتاب كتبه عثمان، رضى الله عنه، إلى عماله:

أما بعد، فإن الله عز و جل أمر الأئمة أن يكونوا رعاة، و لم يتقدم إليهم فى أن يكونوا جباة، و إن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة، و لم يخلقوا جباة، و ليوشكن أئمتكم أن يصيروا جباة و لا يكونوا رعاة، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء و الأمانة و الوفاء، ألا و إن أعدل السيرة أن تنظروا فى أمور الناس و فيما عليهم، فتعطوهم ما لهم، و تأخذوهم بما عليهم،


[1] انظر: الطبرى (4/ 243).

[2] انظر: الطبرى (4/ 244، 245).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 608
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست