responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 599

و ما رضيت لهم حتى رفدتهم‌* * * من وائل رهط بسطام بإصرام‌

فى متلف طائعا لله محتسبا* * * يرجو ثواب كريم العفو رحام‌

غزوة سلمة بن قيس الأشجعى الأكراد

ذكر الطبرى‌ [1] من طريقين، كلاهما ينمى إلى سليمان بن بريدة، و اللفظ فى الحديثين متقارب، و ربما كان فى أحدهما زيادة على الآخر، و أحدهما عن سيف بن عمر، و فيه: أن سليمان بن بريدة قال: لقيت رسول سلمة بن قيس الأشجعى، فقال:

كان عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، إذا اجتمع له جيش من العرب، بعث عليهم رجلا من أهل العلم و الفقه، فاجتمع إليه جيش، فبعث سلمة بن قيس، فقال: سر باسم الله، قاتل فى سبيل الله من كفر بالله، فإذا لقيتم عدوكم من المشركين فادعوهم إلى ثلاث خصال: ادعوهم إلى الإسلام، فإن أسلموا و اختاروا دارهم فعليهم فى أموالهم الزكاة، و ليس لهم فى في‌ء المسلمين نصيب، و إن اختاروا أن يكونوا معكم فلهم مثل الذي لكم و عليهم مثل الذي عليكم، و إن أبوا فسلوهم الخراج، فإن أعطوكموه فقاتلوا عدوكم من ورائهم، و فرغوهم لخراجهم، و لا تكلفوهم فوق طاقتهم، فإن أبوا فقاتلوهم، فإن الله ناصركم عليهم، و إن تحصنوا منكم فى حصن فسألوكم أن ينزلوا على حكم الله و رسوله فلا تعطوهم على حكم الله و رسوله، فإنكم لا تدرون ما حكم الله و رسوله فيهم، و إن سألوكم أن ينزلوا على ذمة الله و رسوله فلا تعطوهم ذمة الله و ذمة رسوله، و أعطوهم ذمم أنفسكم، فإن قاتلوكم فلا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا، و لا تقتلوا وليدا.

قال: فلقينا عدونا من المشركين من الأكراد، فدعوناهم إلى ما أمر به أمير المؤمنين من الإسلام، فأبوا، فدعوناهم إلى الخراج فأبوا، فقاتلناهم، فنصرنا عليهم، فقتلنا المقاتلة و سبينا الذرية و جمعنا الرثة، فوجد فيها سلمة حقى جوهر، فجعلهما فى سقط، ثم قال:

إن هذا لا يبلغ فيكم شيئا، فإن طابت أنفسكم به لأمير المؤمنين بعثت به إليه، فإن له بردا و مؤونة، فقالوا: نعم، قد طابت أنفسنا، فبعثنى سلمة، يعنى بالخبر و السفط، إلى أمير المؤمنين.

قال: فدفعت إليه ضحى و الناس يتغدون و هو متكئ على عصا كهيئة الراعى فى غنمه يطوف فى تلك القصاع يقول: يا يرفاء، زد هؤلاء لحما، زد هؤلاء خبزا، زد هؤلاء


[1] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 186- 190)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 132، 133)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (3/ 25).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 599
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست