responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 591

الغنائم، و بعث بخمسها، و وفد وفدا، و قد كانت البشرى و الوفود يجازون و تقضى لهم حوائجهم، لسنة جرت بذلك من رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).

و حدث عاصم بن كليب، عن أبيه قال: خرجنا مع مجاشع غازين توج، فحاصرناها و قاتلناهم ما شاء الله، فلما افتتحناها حوينا نهبا كثيرا، و قتلنا قتلى عظيمة، فكان علىّ قميص قد تخرق، فأخذت إبرة و سلكا، فجعلت أخيط قميصى بها، ثم إنى نظرت إلى رجل من القتلى عليه قميص فنزعته، فأتيت به الماء، فجعلت أضربه بين حجرين حتى ذهب ما فيه، فلبسته، فلما جمعت الرثة، قام مجاشع خطيبا، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: أيها الناس لا تغلوا، فإنه من غل جاء بما غل يوم القيامة، ردوا و لو المخيط، فلما سمعت ذلك نزعت القميص فألقيته فى الأخماس.

و فى ذلك يقول مجاشع‌ [1]:

و نحن ولينا مرة بعد مرة* * * بتوج أبناء الملوك الأكابر

لقينا جنود الماهيان بسحرة* * * على ساعة تلوى بأيدى الخطائر

فما فتئت خيلى تكر عليهم‌* * * و يلحق منها لاحق غير جائر

لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم‌* * * و قد عولجوا بالمرهفات البواتر

و كان كذاك الدأب فى كل كورة* * * أجابت لإحدى المنكرات الكبائر

حديث اصطخر

قالوا [2]: و قصد عثمان بن أبى العاص لاصطخر، فالتقى هو و أهلها بجور فاقتتلوا ما شاء الله، ثم فتح الله على المسلمين جور و اصطخر، فقتلوا ما شاء الله، و تفرق من تفرق، ثم إن عثمان دعا الناس إلى الجزاء و الذمة، فراسلوه و راسلهم، فأجابه الهربذ و كل من هرب أو تنحى، فتراجعوا و باحوا بالجزاء، و جمع عثمان حين هزمهم ما أفاء الله عليهم فخمسه و بعث بالخمس إلى عمر، (رحمه الله)، و قسم الباقى فى الناس، و عف الجند عن النهاب، و أدوا الأمانة، و استدقوا الدنيا، فجمعهم عثمان ثم قام فيهم، و قال: إن هذا الأمر لا يزال مقبلا و أهله معافون مما يكرهون ما لم يغلوا، فإذا غلوا رأوا ما ينكرون و لم يسد الكثير مسد القليل اليوم.


[1] انظر الأبيات فى: الروض المعطار (ص 143).

[2] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 175- 177)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (3/ 20، 21)، تاريخ ابن خلدون (2/ 122، 123).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 591
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست