responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 584

غزاهم غزوات فى زمان عثمان ظفر بهم كما كان يظفر، حتى إذا تبدل أهل الكوفة، و ذكر بعض ما تقدم من استعمال من ارتد، و غزاهم بعد ذلك تذمرت الترك و قالوا:

انظروا، و كانوا يقولون إنهم لا يموتون. قال: فاختفوا لهم فى الغياض، فرمى رجل منهم رجلا من المسلمين على غرة فقتله، و هرب عنه أصحابه، فخرجوا عليه عند ذلك، فاقتتلوا فاشتد قتالهم، و نادى مناد من الجو: صبرا آل عبد الرحمن موعدكم الجنة فقاتل حتى قتل عبد الرحمن و انكشف المسلمون، و أخذ سلمان بن ربيعة الراية، فقاتل بها، و نادى مناد من الجو: صبرا آل سلمان، فقال سلمان: أو ترى جزعا؟ ثم خرج بالناس و خرج سلمان الفارسى و أبو هريرة الدوسى على جيلان، فقطعوها إلى جرجان، و اجترأ الترك بعدها و لم يمنعهم ذلك من اتخاذ جسد عبد الرحمن، فما زالوا بعد يستسقون به.

و جعل عثمان، (رحمه الله)، يغزيها مع حبيب بن مسلمة.

و حدث مطر بن ثلج التيمى قال: دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب و شهربراز عنده، فأقبل رجل عليه شحوب حتى جلس إلى شهربراز، فتساءلا، ثم إن شهربراز قال لعبد الرحمن: أيها الأمير، أ تدري من أين جاء هذا الرجل؟ إنى بعثته منذ سنتين نحو السند لينظر لى ما حاله و من دونه، و زودته مالا عظيما، و كتبت له إلى من يلينى، و أهديت له، و سألته أن يكتب إلى من وراءه، و زودته لكل ملك هدية، ففعل ذلك بكل ملك بينى و بينه، حين انتهى إليه، حتى انتهى إلى الملك الذي السد فى ظهر أرضه، فكتب له إلى عامله على ذلك البلد، فأتاه فبعث معه بازياره و معه عقابه. فذكر أنه أحسن إلى البازيار و قال: فتكشر لى البازيار.

فلما انتهينا إذا جبلان بينهما سد مسدود، حتى ارتفع على الجبلين بعد ما استوى بهما، و إذا دون السد خندق أشد سوادا من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك و تفرست فيه، ثم ذهبت لأنصرف، فقال لى البازيار: على رسلك، أكافئك، إنه لا يلى ملك بعد ملك إلا تقرب إلى الله بأفضل ما عنده من الدنيا، فيرمى به فى هذا اللهب، فشرح بضعة لحم معه، فألقاها فى ذلك الهوى، و انقضت عليها العقاب، و قال: إن أدركتها قبل أن تقع فلا شي‌ء، و إن لم تدركها حتى تقع فذلك شي‌ء، فخرجت علينا العقبان باللحم فى مخالبها، و إذا فيها ياقوتة، فأعطانيها، و هى هذه. فتناولها منه شهربراز و هى حمراء فناولها عبد الرحمن، فنظر إليها ثم ردها إليه، فقال شهربراز: لهذه خير من هذه البلد، يعنى الباب، و ايم الله لأنتم أحب إلىّ ملكة من آل كسرى، و لو كنت فى سلطانهم ثم بلغهم خبرها لانتزعوها منى، و ايم الله لا يقوم لكم شي‌ء ما وفيتم أو وفى ملككم الأكبر.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست