responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 580

ذكر فتح طبرستان‌

و راسل الأصبهبذ سويدا فى الصلح على أن يتوادعا، و يجعل له شيئا على غير نصرة و لا معونة على أحد، فقبل ذلك منه، و كتب له:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من سويد بن مقرن للفرخان اصبهبذ خراسان على طبرستان و جبل جيلان، إنك آمن بأمان الله على أن تكف نصرتك و أهل حواشى أرضك، و لا تؤوى لنا بغية و تتقى من ولى فرج أرضك بخمسمائة ألف درهم من دراهم أرضك، فإذا فعلت ذلك فليس لأحد منا أن يغير عليك، و لا أن يتطوف أرضك، و لا يدخل عليك إلا بإذنك، سبيلنا عليكم بالإذن آمنة، و كذلك سبيلكم، و لا تسألون لنا إلى عدو و لا تغلون، فإن فعلتم فلا عهد بيننا و بينكم‌ [1].

فتح أذربيجان‌

و لما [2] افتتح نعيم همذان ثانية، و سار إلى الرى كتب إلى عمر: أن يبعث سماك بن خرشة الأنصاري، و ليس بأبى دجانة، ممدا لبكير بن عبد الله بأذربيجان، و كان عمر قد فرق أذربيجان بين بكير و بين عتبة بن فرقد، و أمر كل واحد منهما بطريق غير طريق صاحبه، فسار بكير حين بعث إليها حتى إذا طلع بحيال جرميذان، طلع عليه اسفندياذ بن الفرخزاد مهزوما من واجروذ، فكان أول قتال لقيه بكير بأذربيجان، فاقتتلوا، فهزم الله جند اسفندياذ و أخذه بكير أسيرا، فقال له: الصلح أحب إليك أم الحرب؟ فقال بكير:

بل الصلح، قال: فأمسكنى عندك، فإن أهل أذربيجان إن لم أصالح عليهم و أراضى لم يقيموا لك، و جلوا إلى الجبال التي حولها من القبج و الروم و من كان فى حصن تحصن إلى يوم ما، فأمسكه عنده، و صارت البلاد إليه إلا ما كان من حصن، و قدم سماك على بكير و اسفندياذ فى إساره، و قد افتتح ما يليه، و افتتح عتبة بن فرقد ما يليه.

و تشوفت نفس بكير إلى المضى قدما، فقال لسماك: إن شئت كنت معى، و إن شئت أتيت عتبة، فإنى لا أرانى إلا تارككما و طالبا وجها هو أكره من هذا. فاستأذن عمر، فكتب إليه بالإذن على أن يتقدم نحو الباب، و أمره أن يستخلف على عمله، فاستخلف‌


[1] انظر: الطبرى (4/ 153).

[2] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 153- 155)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 122)، تاريخ ابن خلدون (2/ 119، 120).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست