responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 58

ما لى به طاقة و لا يدان إلا بتقوية الله، و لوددت أن أقوى الناس عليها مكانى اليوم.

فقبل المهاجرون منه ما قاله و اعتذر به، و قال على و الزبير: ما غضبنا إلا أنا أخرنا عن المشورة، و إنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أنه لصاحب الغار و ثانى اثنين، و إنا لنعرف له شرفه و سنه، و لقد أمره رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بالصلاة بالناس و هو حى.

و ذكر غير ابن عقبة أن أبا بكر رضى الله عنه قام فى الناس بعد مبايعتهم إياه يقيلهم فى بيعتهم و يستقيلهم فيما تحمله من أمرهم و يعيد ذلك عليهم، كل ذلك يقولون له:

و الله لا نقيلك و لا نستقيلك، قدمك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فمن ذا يؤخرك.

و لم يبدأ أبو بكر رضى الله عنه بعد أن فرغ أمر البيعة و اطمأن الناس بشي‌ء من النظر قبل إنفاذ بعث أسامة، فقال له: امض لوجهك الذي بعثك له رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فكلمه رجال من المهاجرين و الأنصار و قالوا: أمسك أسامة و بعثه، فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال أبو بكر و كان أفضلهم رأيا: أنا أحتبس بعثا بعثه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لقد اجترأت إذ على أمر عظيم، و الذي نفسى بيده لأن تميل العرب على أحب إلى من أن احتبس جيشا أمرهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم). امض يا أسامة فى جيشك للوجه الذي أمرت به، ثم اغز حيث أمرك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من ناحية فلسطين، و على أهل مؤتة فإن الله سيكفى ما تركت، و لكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب بالتخلف لأستشيره و أستعين برأيه فإنه ذو رأى و نصيحة للإسلام و أهله فعلت. ففعل أسامة و أذن لعمر، فأقام بالمدينة مع أبى بكر رضى الله عنهم أجمعين.

ذكر غسل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و دفنه، و ما يتصل بذلك من أمره (صلوات الله عليه و سلامه و رحمته و بركاته)

و لما فرغ الناس من بيعة أبى بكر الصديق رضى الله عنه و جمعهم الله عليه و صرف عنهم كيد الشيطان أقبلوا على تجهيز نبيهم (صلى اللّه عليه و سلم) و الاشتغال به.

قالت عائشة رضى الله عنها: لما أرادوا غسل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) اختلفوا فيه، فقالوا: و الله ما ندرى، أ نجرّد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله و عليه ثيابه؟ قالت:

فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا ذقنه فى صدره، و كلمهم‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست